استبعاد روسيا من نظام "سويفت" على وقع قتال شوارع في خاركيف
٢٧ فبراير ٢٠٢٢أعلن الحلفاء الغربيون عقوبات جديدة شاملة على روسيا تضمنت حرمان بنوكها الرئيسية من الاستفادة من نظام "سويفت" المالي العالمي للتعاملات بين البنوك، في خطوة أشادت بها أوكرانيا اليوم الأحد (27 شباط/ فبراير 2022).
وقال الحلفاء الغربيون في تصعيد لردهم العقابي "عازمون على الاستمرار في فرض تكلفة باهظة على روسيا من شأنها أن تزيد من عزلة روسيا عن النظام المالي الدولي واقتصاداتنا". وجاء في بيان مشترك للولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وبريطانيا والمفوضية الأوروبية "سننفذ هذه الإجراءات خلال الأيام المقبلة".
وقال الحلفاء إنهم ملتزمون "بضمان استبعاد بعض البنوك الروسية من نظام سويفت للمراسلات". ولم يذكروا أسماء البنوك التي سيتم استبعادها لكن دبلوماسياً من الاتحاد الأوروبي قال إن حوالي 70 في المئة من السوق المصرفية الروسية ستتأثر. وكان الحلفاء تجنبوا في بادئ الأمر مثل هذه الخطوة إلى حد كبير بسبب مخاوف من التأثير على اقتصاداتهم.
وفي وقت سابق وصف وزير المالية الفرنسي القرار بأنه "سلاح نووي مالي" بسبب الضرر الذي سيلحقه بالاقتصاد الروسي حيث سيوجه ضربة للتجارة الروسية ويجعل من الصعب على شركاتها القيام بتعاملات تجارية.
وفي سياق متصل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "نحن ملتزمون بضمان إخراج عدد محدد من البنوك الروسية من نظام سويفت". وأضافت أن "هذا يضمن عدم اتصال هذه البنوك بالنظام المالي الدولي ما يضر بقدرتها على القيام بالعمليات عالمياً". وتابعت أن "كل هذه الإجراءات سوف تضر بشكل كبير بقدرة بوتين على تمويل حربه وسيكون لها تأثير شديد التدمير على اقتصاده".
ويمكن للعقوبات المفروضة على البنك المركزي الروسي أن تحد من استخدام بوتين لاحتياطاته الدولية التي تزيد عن 630 مليار دولار ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تحمي روسيا من بعض الأضرار الاقتصادية.
وعلق على ذلك رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال على تويتر اليوم الأحد بقوله "شكرا لأصدقائنا... لالتزامهم باستبعاد عدة بنوك روسية من نظام سويفت".
سقوط ثاني أكبر مدينة أوكرانية
ميدانياً، قال الكرملين إن قواته تتقدم مجدداً "في جميع الاتجاهات" بعد أن أمر بوتين بوقفها يوم الجمعة. وقالت الحكومة الأوكرانية إنه لم يكن هناك توقف. وقال مستشار للرئاسة الأوكرانية إن نحو 3500 جندي روسي سقطوا بين قتيل وجريح. وقال مسؤولون غربيون أيضاً إن معلومات مخابراتية كشفت أن روسيا تكبدت خسائر أعلى مما كان متوقعاً وأن تقدمها يتباطأ. ولم تنشر روسيا أرقام القتلى والمصابين ومن المستحيل التحقق من الحصيلة أو الوضع بدقة على الأرض.
كما أعلنت سلطات خاركيف (شمال شرق)، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، اليوم أنالجيش الروسي وصل إلى وسط المدينة في اليوم الرابع من غزو موسكو للبلاد. وقال المسؤول المحلي أوليغ سينيغوبوف عبر فيسبوك "اقتحمت مركبات خفيفة للعدو الروسي مدينة خاركيف"، مؤكدا أن "القوات المسلحة الأوكرانية تقوم بالقضاء على العدو". ودعا السكان (1,4 مليون نسمة تقريبًا) إلى عدم مغادرة منازلهم.
كما أكد أنطون هيراشينكو مستشار وزير الداخلية الأوكراني على تليغرام أن القوات الروسية دخلت خاركيف. وأفادت وكالة حكومية أوكرانية أن هناك تقارير عن قتال عنيف بالقرب من مدينة خاركيف، حيث فجرت القوات الروسية خط أنابيب للغاز الطبيعي. وقالت رئيسة بلدية فاسيلكيف ناتاليا بالاسينوفيتش "العدو يريد تدمير كل شيء".
لكن الشركة التي تدير خط أنابيب الغاز في أوكرانيا قالت اليوم الأحد إن مرور الغاز الروسي لأوروبا عبر أوكرانيا مستمر بشكل طبيعي وإنه لم تحلق أي أضرار بخط الأنابيب جراء أي انفجارات.
وأعلن الجيش الروسي من جهته اليوم أنه يحاصر "بالكامل" مدينتيْ خيرسون وبيرديانسك الرئيسيتين في جنوب أوكرانيا. ونقلت وكالة الأنباء الروسية تاس عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف قوله "خلال الساعات الـ24 الأخيرة، أحكمت القوات المسلّحة الروسية حصارها لمدينتيْ خيرسون (290 ألف نسمة) وبيرديانسك (110 آلاف نسمة)". وأضاف أنه "تمّت السيطرة أيضا على مدينة غونيتشيسك ومطار تشيرنوبايفكا قرب خيرسون".
ع.ج/ ع.غ (رويترز، أ ف ب)