ارتفاع العائدات المالية للأندية الألمانية بشكل غير مسبوق
٢٩ يناير ٢٠١٦شعبية الدوري الإنجليزي والإسباني ربما هي الأكبر في العالم وتتفوق على الدوري الألماني لكرة القدم. إلا أن البوندسليغا تمتلك ميزات تجعلها في صدارة الدوريات العالمية. فالدوري الألماني يحتل المركز الأول من حيث الحضور الجماهيري، كما أنه يتفوق منذ 25 عاما على جميع الدوريات المحلية في معدل الأهداف التي يتم تسجيلها في مباراة واحدة. علاوة على ذلك فإن 60 في المائة من لاعبي الأندية الألمانية هم من اللاعبين المحليين. وقد أكدت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم هذه الحقائق أمس الأربعاء (29 يناير/كانون الثاني 2015) خلال تقديمها لتقريرها السنوي عن بوندسليغا في مدينة كولونيا الألمانية.
الدوري الألماني يوفر 50 ألف فرصة عمل
قوة الدوري الألماني تظهر أيضا في المعاملات المالية للأندية؛ فحسب رابطة الدوري، واصلت عائدات الأندية ارتفاعها للعام الحادي عشر على التوالي، لتصل إلى 2.62 مليار يورو خلال موسم 2015ـ 2014 أي بزيادة 6.94 في المائة عن الموسم الذي سبقه.
وذكر التقرير أن أندية الدرجة الأولى بالبوندسليغا حققت 51 مليون يورو من الأرباح بعد خصم الضرائب، كما تمكنت أندية الدرجة الثانية وللمرة الأولى منذ موسم 2006-2005 من تسجيل أرباح أيضا. وتأتي أندية بايرن ميونيخ ودورتموند وشالكه في مقدمة الأندية الألمانية من حيث العائدات المالية.
ويساهم الدوري الألماني أيضا في التمنية الاقتصادية للبلاد، فهو يوفر حاليا أكثر من 50 ألف فرصة عمل، كما أن الأندية تساهم بمليار يورو تقريبا في مدفوعات الضرائب.
ورغم هذه الأرقام الإيجابية فإن المسؤولين على قطاع الكرة في ألمانيا يتطلعون إلى الأفضل. وأكد كريستيان سيفرت، الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الألماني على "ضرورة مواصلة النمو إذا أردنا البقاء ضمن أفضل ثلاثة بطولات للدوري في أوروبا". وأشار سيفرت إلى أن قيمة العائدات يجب أن تصل إلى ضعف ما هي عليه الآن لتبلغ ستة مليارات يورو على مدار الأعوام العشرة المقبلة.
الانفتاح على الخارج
"بلوغ ستة مليارات يورو من العائدات صعب لكنه ليس مستحيلا"، يرى رئيس نادي هانوفر مارتين كيند في حوار مع وكالة الأنباء الرياضية الألمانية ( س ي د). وأمام رابطة الدوري الألماني بعض السبل لتعزيز عائداتها المالية، مثل الرفع من مقابل بيع حقوق نقل مباريات البوندسليغا. وهنا يتوقع سيفرت أن تتراوح عائدات النقل التلفزيوني في العقود الجديدة التي سيتم إبرامها في عام 2017 ما بين 1.1 و 1.5 مليار يورو سنويا. كما أن الانفتاح على الخارج وربح رعاة جدد قد يسمح للدوري الألماني بالحصول على عائدات مالية مهمة. وهو ما يؤكده كيند أيضا بقوله: "يكفي أن ترى وضع الأندية الإنجليزية في سوق كرة القدم لتظهر لك الاستفادة الكبيرة التي تجنيها من الاستثمارات الأجنبية".
ويرى رئيس فريق ليفركوزن ميشائيل شاده أن الأندية الألمانية مطالبة أيضا بالقيام بجهود للرفع من شعبيتها وتعزيز حظوظها في الحصول على استثمارات جديدة. ويؤكد شاده على ضرورة القيام بجولات خارجية ويوضح بهذا الخصوص "لا يمكنني أن أبقى جالسا في مكاني وأتمنى أن يتهافت علي المستثمرين الأمريكيين مثلا. وإنما علي أن أقوم بالتعريف بنفسي وربط قنوات التواصل في الخارج".
يذكر أن الأندية الألمانية الكبرى أقامت معسكراتها التدريبية في عطلة الشتاء في الخارج، حيث اختار ليفركوزن وشالكه الولايات المتحدة الأمريكية في حين عسكر بايرن ميونيخ في قطر ودورتموند في دبي.