اختفاء خاشقجي..تركيا تحقق في "جميع الاتجاهات"
١١ أكتوبر ٢٠١٨أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات نسبت له اليوم الخميس (11 تشرين الأول/ أكتوبر)، أن السلطات في بلاده تحقق في حادثة اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بجميع أبعادها.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عنه القول: "إنها حادثة جرت في بلادنا ولا يمكننا التزام الصمت حيالها، لأنها ليست حادثة عابرة".
تجدر الإشارة إلى أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي مختفٍ منذ دخوله إلى قنصلية بلاده في اسطنبول الأسبوع الماضي لاستخراج بعض الأوراق.
وبينما تؤكد السلطات السعودية أن خاشقجي اختفى بعد خروجه من القنصلية، تطالب أنقرة بأدلة قاطعة حول خروجه من مبنى القنصلية، وسط أنباء عن مقتله داخلها وإخراج جثته منها.
حثّ الرئيس التركي الرياض على الكشف عن صور كاميرات المراقبة في القنصلية السعودية لدى اسطنبول لإثبات خروج الصحافي فعلاً من القنصلية، محذراً من أن تركيا "لا يمكنها أن تبقى صامتة"، وفق تصريحات نُشرت الخميس.
وصرّح اردوغان أمام صحافيين على متن الطائرة أثناء عودته من زيارة إلى بودابست "هل يمكن ألا يكون هناك نظام كاميرات في قنصلية؟ (...) إذا حلّق عصفور، إذا خرجت بعوضة (من القنصلية)، أنظمة كاميراتهم سترصدها". وأضاف "لديهم الأنظمة الأكثر تطورا".
وفُقد أثر خاشقجي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست"، منذ 2 تشرين الأول/أكتوبر بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول، حيث ذهب للقيام بإجراءات إدارية استعداداً لزواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز.
اختفاء خاشقجي يحرج واشنطن
وتضع قضية خاشقجي الإدارة الأمريكية أمام ضغط قوي، خاصة بعد أن طالب ربع أعضاء مجلس الشيوخ بتحقيق أمريكي في قضية المواطن السعودي الحاصل على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة.
وبات على الإدارة الأمريكية الآن التعامل مع اختفاء خاشقجي وفي الوقت نفسه ضمان ألا تستعدي أي خطوة على سبيل العقوبة الرياض الحليف الرئيسي في مواجهة إيران.
وكان الرئيس دونالد ترامب، الذي أقام علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد عبّر عن شعوره بـ"الإحباط" إزاء اختفاء الصحفي السعودي.
في حين سلّم السناتور الجمهوري كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بأنه إذا تأكدت مسؤولية السعودية عن اختفاء خاشقجي فإن ذلك قد يعقد الاستراتيجية الأمريكية لاحتواء إيران في سعيها
لكسب النفوذ في أنحاء الشرق الأوسط.
وقال كوركر أمس الأربعاء "قد يؤثر ذلك على أمور متعددة نعمل معهم بشأنها وفي غاية الأهمية". وأضاف أن علاقة مجلس الشيوخ بالسعودية بلغت "نقطة متدنية جدا جدا".
واشتدت الضغوط على البيت الأبيض لتبني موقف متشدد من جانب أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ومنهم حلفاء لترامب وكذلك من المحللين المتخصصين في السياسة الخارجية ومسؤولين أمريكيين سابقين ومعلقين إعلاميين بارزين كانوا يعرفون خاشقجي.
من جهته، قال نيد برايس المسؤول السابق في إدارة أوباما إنه لا يتوقع "تحولا استراتيجيا" في العلاقات الأمريكية السعودية ما لم يرغم الكونغرس الإدارة على ذلك. وتابع أنه و"إذا تطورت الأمور بالشكل الذي قد تتطور به فسنشهد تغيرات تكتيكية مهمة لها مغزاها في العلاقات تكون السلطة التشريعية المحرك الرئيسي لها".
ورجح الأخير بأن يقوم أعضاء الكونغرس بسحب الأموال المخصصة لدعم وزارة الدفاع (البنتاغون) للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ويطالبون بفرض عقوبات.
تركيا "غير آمنة"
من جهتها، نشرت صحيفة "عكاظ" السعودية أن الأرقام تثبت أن "تركيا ليست آمنة" وأن "الاغتيالات والجرائم وضعتها ضمن أكثر عشر دول في معدل جرائم القتل".
وذكرت الصحيفة في مقال بقلم خالد طاكشندي أنه "مع اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، وبعيداً عن الفبركات الإعلامية وعشرات الروايات الكاذبة التي ضختها أبواق النظام القطري و/الإخوان المسلمين/ عن سيناريوهات اختفاء خاشقجي، تزيد القضية من قلق السياح السعوديين وقاصدي تركيا في العطلات الرسمية، في ظل ارتفاع كبير في عدد الجرائم المروعة التي شهدتها البلاد أخيرا".
و.ب/ م.س(أ ف ب، د ب أ رويترز)