اتهامات متبادلة بين طهران وواشنطن.. ماذا يحدث في خليج عمان؟
٣ نوفمبر ٢٠٢١قال الحرس الثوري الإيراني، في بيان اليوم الأربعاء (الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2021)، إنه أحبط محاولة من جانب الولايات المتحدة لاحتجاز ناقلة تحمل نفطا إيرانيا في خليج عمان.
بيد أنّ نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) نفت اليوم ما ورد في بيان الحرس الثوري الإيراني بأنه أحبط محاولة من جانب الولايات المتحدة لاحتجاز ناقلة تحمل نفطا إيرانيا في خليج عمان.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحفيين "اطلعت على المزاعم الإيرانية.. إنها زائفة تماما وغير حقيقية.. هذا ادعاء
كاذب". وأضاف كيربي "عملية الاحتجاز الوحيدة التي جرت قامت بها إيران".
وكان مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم إن التقرير الإيراني غير حقيقي وإنه لم تكن هناك أي محاولة أمريكية لاحتجاز ناقلة. وأوضح هؤلاء أن القوات الإيرانية احتجزت في الواقع ناقلة نفط ترفع العلم الفيتنامي الشهر الماضي وأن القوات البحرية الأمريكية كانت تراقب الموقف ولم تتدخل.
وأضاف الحرس الثوري الإيراني في بيانه الذي نشرته وسائل الإعلام الرسمية أنه بتدخله فشلت محاولة البحرية الأمريكية "لسرقة النفط الإيراني في خليج عمان". وأضاف البيان "الناقلة التي تحمل النفط الإيراني رست في ميناء بندر عباس يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول".
ويشكل تصدير النفط أحد المجالات المشمولة بالعقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على إيران، لاسيما تلك التي أعادت واشنطن فرضها بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني في 2018. وأفقدت العقوبات إيران غالبية مستوردي نفطها الذي كان يشكل مصدرا أساسيا لعائداتها المالية. وفي ظل العقوبات، لا تكشف طهران رسميا عما إذا كانت تواصل عمليات التصدير.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بالتحايل على العقوبات المفروضة على قطاع النفط، من خلال تصدير الخام الى دول مثل الصين وفنزويلا وسوريا، وهي أعلنت أكثر من مرة، توقيف ناقلات تحمل نفطا إيرانيا متجهة نحو دول أخرى.
وسبق للبحريتين الإيرانية والأميركية أن تواجهتا في مناوشات عدة في مياه منطقة الخليج، حيث يتخذ الأسطول الأميركي الخامس من البحرين مقرا له. وتتواجد البحرية الأميركية بشكل منتظم في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، خصوصا لكونها تشكل ممرا أساسيا لنسبة كبيرة من صادرات النفط الى الأسواق العالمية.
وغالبا ما اتهمت واشنطن طهران بنشاطات "استفزازية"، خصوصا في مضيق هرمز. في المقابل، تؤكد طهران المكانة المحورية لهذه المنطقة، بما يشمل مياه الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان، لأمنها القومي.
والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين إيران والولايات المتحدة منذ العام 1980. وأتى الاعلان عن إحباط محاولة مصادرة الناقلة، عشية إحياء إيران الذكرى الثانية والأربعين لاقتحام السفارة الأميركية في طهران واحتجاز رهائن أميركيين من قبل طلاب مؤيدين للثورة الإسلامية.
وزادت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة فيما يتعلق بعودة طهران للمحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي قلصت إيران بموجبه من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية. وقال علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي ستفشل ما لم يتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن من ضمان عدم انسحاب واشنطن مجددا منه.
ومن ناحية أخرى قال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن عدة طائرات مسيرة، يعتقد أنها إيرانية، اقتربت من السفينة إيسكس الهجومية البرمائية التابعة للبحرية الأمريكية في مضيق هرمز خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ف.ي/أ.ح (د.ب.ا، ا.ف.ب، رويترز)