إيران: لا نسعى لحرب مع إسرائيل وسنقوم برد مناسب على الضربات
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأحد (27 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) أن الجمهورية الإسلامية "لا تسعى إلى الحرب" لكنه تعهد "برد مناسب" على الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع عسكرية إيرانية. وقال بزشكيان خلال اجتماع للحكومة "نحن لا نسعى إلى الحرب، ولكننا سندافع عن حقوق شعبنا وبلادنا"، مضيفا "سنقوم برد مناسب على عدوان النظام الصهيوني".
وقالت إيران إن الضربات في محيط طهران وفي إقليمي خوزستان وايلام أسفرت عن مقتل أربعة جنود على الأقل وتسببت بـ"أضرار محدودة" لأنظمة الرادار. وقلل المسؤولون ووسائل الإعلام إلى حد كبير من شأن الضربات، وسلطوا الضوء على الدفاعات الجوية الإيرانية دون التعهد برد مباشر. وأعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الأحد أنه ينبغي عدم "التضخيم ولا التقليل" من الضربات التي نفذتها إسرائيل على مواقع عسكرية في إيران.
مجلس الأمن يبحث الهجوم الإسرائيلي على إيران
في سياق متصل، قالت سويسرا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي اليوم الأحد إن المجلس سيعقد اجتماعا غدا الاثنين لبحث الهجوم الإسرائيلي على إيران. وقالت بعثة سويسرا لدى الأمم المتحدة إن إيران هي من طلبت عقد الاجتماع وبدعم من الجزائر والصين وروسيا.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في رسالة إلى مجلس الأمن أمس السبت "تشكل تصرفات النظام الإسرائيلي تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين وتزيد من زعزعة استقرار المنطقة الهشة بالفعل". وأضاف "تحتفظ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تماشيا مع المبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وبموجب القانون الدولي، بحقها الأصيل في الرد القانوني والمشروع على هذه الهجمات الإجرامية في الوقت المناسب".
"تلقينا إشارات"
وقال عراقجي الأحد إن بلاده تلقت "إشارات" على وقوع هجوم قبل الضربات الإسرائيلية السبت. وصرّح عراقجي لصحافيين: "تلقينا إشارات عصر الجمعة بأنه من المحتمل أن يشن الكيان الصهيوني هجوما على إيران"، من دون أن يوضح طبيعة تلك الإشارات. وأكد وزير الخارجية الإيراني أن "الإجراءات اللازمة" اتخذت عندما وقع الهجوم، مضيفا أنه كان على اتصال بمسؤولين عسكريين وأنه تم "تبادل الرسائل مع عدة جهات" لم يسمها
وكان موقع أكسيوس الإخباري الأميركي أورد السبت أن إسرائيل "بعثت رسالة إلى إيران" قبيل هجومها وحذّرتها "من الرد". وذكرت الموقع نقلا عن مصادر لم يسمها أن الرسالة "كانت محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين إسرائيل وإيران ومنع تصعيد أوسع".
"الحرب الإقليمية ستكون كارثية"
من جانب آخر كشف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إنه تحدث هاتفيا إلى نظيريه الإسرائيلي والإيراني على نحو منفصل اليوم الأحد، سعيا لتجنب تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية "كارثية".
وأضاف في بيان بعد ضربة جوية إسرائيلية لمواقع عسكرية إيرانية "أجريت اليوم مكالمتين مهمتين مع وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. تواصل المملكة المتحدة الضغط من أجل خفض التصعيد وإنهاء الصراعين في لبنان وغزة"، وأردف "ستكون الحرب الإقليمية كارثية ولن تخدم مصلحة أحد".
نتنياهو: الهجوم على إيران حقق أهدافه
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد أنالهجوم"الدقيق والقوي" على إيران "حقق أهدافه"، بينما تتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي أكبر في الشرق الأوسط. وتواصل الدولة العبرية الأحد قصف معاقل حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية". كما يشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وقال نتانياهو في كلمة بمناسبة إحياء الذكرى السنوية لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وفق التقويم العبري، "وعدنا بالرد على الهجوم الإيراني وفي يوم السبت ضربنا، كان الهجوم على إيران دقيقا وقويا وحقق كل أهدافه".
وشنّت إسرائيل أمس السبت غارات جوية على مواقع عسكرية في إيران ردا على هجوم طهران الصاروخي على أراضيها في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، الذي جاء انتقاما لمقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله واللواء في الحرس الثوري عباس نلفروشان ورئيس المكتب السياسي السابق لحماس إسماعيل هنية.
ع.ش/ ع.غ (أ ف ب، رويترز)