1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إيران: لا حرب مع الولايات المتحدة.. ولكن لا سلام أيضا!

٧ فبراير ٢٠٢٤

بعد شن الولايات المتحدة هجمات انتقامية على مواقع للميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، تُطرح تساؤلات بشأن إمكانية حصول مواجهة مباشرة بين أمريكا وإيران. استطلعنا آراء مجموعة من الخبراء في هذا التحليل.

https://p.dw.com/p/4c64O
قاعدة البرج 22 في الأردن
هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة البرج 22 الأمريكية في الأردن في 29 يناير 2024: صورة من قمر صناعي تظهر القاعدة العسكريةصورة من: Planet Labs PBC/AP/dpa/picture alliance

أعلنت الولايات المتحدة أنها عثرت على العقل المدبر وراء الهجوم الذي وقع نهاية يناير/كانون الثاني 2024 على قاعدة أمريكية في الأردن بالقرب من الحدود مع العراق وسوريا، حيث قتل ثلاثة جنود أمريكيين في الهجوم بطائرة بدون طيار. وقال جون كيربي، منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية: "نعتقد أن الهجوم تم التخطيط له وتمويله وتنفيذه من قبل منظمة جامعة تسمى المقاومة الإسلامية في العراق". وتعتبر "المقاومة الإسلامية في العراق" ميليشيا مدعومة من إيران.

وشنت الولايات المتحدة، خلال عطلة نهاية الأسبوع،  هجمات انتقامية ضد مواقع موالية لإيران  في سوريا والعراق. ويأتي هذا العمل العسكري وسط توترات هائلة في الشرق الأوسط نتيجة للحرب بين إسرائيل ومنظمة حماس الإرهابية. فيما تسود مخاوف من احتمال اندلاع مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.

إيران تنفي هذه الاتهامات وتتوعد بالمواجهة

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، نفت إيران أي تورط لها في الهجوم. ونقلت الوكالة عن قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي قوله:  "لا نريد الحرب،  لكننا لسنا خائفين منها أيضا". "نحن لسنا دعاة حرب. نحن ندافع عن أنفسنا وعن مجدنا".

مقاتلو كتائب حزب الله العراقية في سيارة رافعين رايتهم (01.09.2014)
حملت واشنطن كتائب "حزب الله" العراقية مسؤولية الهجوم الذي استهدف قاعدة لقواتها في الأردنصورة من: dpa/picture alliance

كما دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الولايات المتحدة إلى التوقف عن التهديدات ولوم الآخرين، مطالبا إياها بالتركيز على الحل السياسي، معلنا أن الرد الإيراني سيكون سريعا وحاسما في مواجهة التهديدات.

ويرى حميد رضا عزيزي، خبير الشؤون الإيرانية في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، أنه من التبسيط الشديد أن نعزو كل خطوة تتخذها ميليشيا مرتبطة بإيران فقط إلى القرارات المتخذة في طهران. ومن المعروف أن إيران تدعم مجموعة متنوعة من الجماعات المسلحة في الخارج، بما في ذلك ميليشيات الحوثي في ​​اليمن، وكتائب حزب الله في العراق، وحزب الله في لبنان. "إنهم يشكلون معا" ما يعرف بمحور المقاومة "ضد إسرائيل والولايات المتحدة". وأعادت واشنطن إدراج ميليشيات الحوثي على قائمة الإرهاب مؤخرًا. كما تعتبر الولايات المتحدة وألمانيا ودول عربية حزب الله منظمة إرهابية.

ويشمل الدعم توفير الأسلحة، بالإضافة إلى المساعدات اللوجستية والاقتصادية. ويرى عزيزي أنه "على هذا الأساس، يمكن استنتاج أن القرار الجماعي بالتصعيد ضد الولايات المتحدة وإسرائيل ردا على الحرب في غزة، تم اتخاذه بطريقة منسقة من قبل كل هذه الجماعات وبدعم من إيران".

ومع ذلك، تتمتع كل جماعة مسلحة أو ميليشيا باستقلالية كبيرة على المستوى التكتيكي والعملياتي، وخاصة فيما يتعلق  باختيار الأهداف. "ولذلك فمن الصعب تقييم مدى تورط إيران"، وفق الدكتور عزيزي، الذي أجرى في الجامعات الإيرانية، قبل انتقاله إلى ألمانيا عام 2020، عدة أبحاث حول الأمن الإقليمي.

لكن الخبير بالشؤون الإيرانية علي فتح الله نجاد يختلف مع هذا الرأي، ويعتقد أنه من غير المرجح أن طهران لم تكن تعلم شيئا عن الهجمات. فالوضع في الشرق الأوسط خطير للغاية بالنسبة للجمهورية الإسلامية، يضيف نجاد، مؤسس مركز برلين للشرق الأوسط والنظام العالمي (CMEG) في حوار مع التلفزيون السويسري.

أمريكا والجماعات الموالية لإيران.. نحو مزيد من التصعيد؟

ولذلك فلدى إيران حرص على عدم الدخول في صراع مباشر مع الولايات المتحدة أو إسرائيل. لأن من شأن أي حرب من هذا النوع أن تعرض أمن النظام في طهران للخطر، و"الذين يمتلكون السلطة في طهران يدركون ذلك جيدا".

الصراع على النفوذ في المناطق الحدودية

وقع الهجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة التنف العسكرية الأمريكية في نهاية شهر يناير/كانون الثاني، في منطقة كانت حتى 2015، تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي.

وبعد أن تم تفكيك تنظيم داعش إلى حد كبير خلال السنوات الأخيرة، سيطرت عدة قوى أجنبية على المنطقة. والولايات المتحدة إحداها، وهي موجودة في شمال الأردن بموافقة الحكومة الأردنية. وهدف قواتها الموجودة هناك هو احتواء ما تبقى من ميليشيات داعش قدر الإمكان.

ووفقا لدراسة حديثة أجرتها مجموعة الأزمات الدولية، فإن إيران ممثلة بقوة هناك. إلا أنه يصعب تقييم  حجم القوات الإيرانية الموجودة في المنطقة  بحسب مجموعة الأزمات الدولية. وهناك مخاوف في واشنطن من وجود رغبة لدى إيران ببناء ممر بري بين الشرق والغرب عبر العراق وسوريا، والذي من شأنه أن يكمل الممر الجوي الحالي. وبالتالي ستكون إيران قادرة على تزويد حزب الله بالأسلحة في لبنان، والوصول مباشرة إلى البحر الأبيض المتوسط.

سفينة أمريكية عند خليج عدن (18.01.2024)
يواصل الحوثيون تهديد الملاحة العالمية في منطقة البحر الأحمرصورة من: dpa

فيما تريد إيران من جانبها منع الولايات المتحدة من السيطرة على الطريق الممتدة من الحدود التركية إلى الحدود الأردنية أي بين الشمال والجنوب، بحسب تحليل مجموعة الأزمات الدولية. وهذا الهدف الأمريكي من شأنه أن يعزل إيران عن حلفائها ووكلائها في المنطقة.

لا يمكن استبعاد مزيد من الاستفزازات

تود إيران، لو أتيح لها ذلك، "طرد" الولايات المتحدة من المنطقة، كما أكد المرشد الروحي والسياسي الإيراني علي خامنئي. ولذلك تعتبر طهران الحرب في غزة فرصة مناسبة لزيادة الضغط على واشنطن، كما يرى الباحث في العلوم السياسية عزيزي. وقد تدفع الهجمات المتكررة على أهداف أمريكية في المنطقة الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء الحرب ضد حماس بسرعة.

ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

ولذلك جرى تقسيم العمل بين الجماعات الحليفة لإيران"، وفقا للباحث عزيزي. وهكذا "تولت ميليشيات الحوثي مهمة خلق التوتر في البحر الأحمر، في حين قامت الميليشيات العراقية بالضغط على الولايات المتحدة في العراق وشرق سوريا".

ولكن جميع هذه التحركات تتجنب إحداث خسائر للولايات المتحدة، بحسب عزيزي، الذي يضيف: "كانت إيران وحلفاؤها يعلمون أن مقتل الأميركيين سيؤدي إلى رد فعل أكثر قوة من واشنطن. وطهران لا تتمنى الدخول في حرب مع واشنطن".

أعده للعربية: ف.ي

DW Kommentarbild | Autor Kersten Knipp
كيرستن كنيب محرر سياسي يركز على شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا