إيران توسع ترسانتها العسكرية اعتمادا على إنتاجها الخاص
٢٢ سبتمبر ٢٠١٠لم تكد تمر ساعات على الافتتاح الرسمي لمفاعل بوشهر النووي حتى أعلنت إيران عن تمكنها من تطوير طائرة بدون طيار. واستغل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد هذه المناسبة ليمتدح صناعة السلاح في بلاده داعيا إلى تطوير تقنيات من أجل "قطع أيدي المعتدين قبل قيامهم بتنفيذ خططهم."
تعود جذور صناعة السلاح في إيران إلى عهد الشاه، حيث كانت طهران بحاجة إلى منشآت صيانة الأسلحة التي حصلت عليها من الولايات المتحدة، وبدأ مبكرا التفكير في إنشاء صناعة أسلحة إيرانية. وعندما رفضت الولايات المتحدة مساعدة إيران في تطوير صواريخ تدخلت إسرائيل، وبعد الثورة بدأ الاتحاد السوفيتي في مساعدة طهران في تطوير وصناعة الصواريخ.
أميركا تمد طهران بـ 40 ألف خبير عسكري
كانت إيران في عصر الشاه أكبر حليف أمريكي في الشرق الأوسط، وكان هناك تحالف بين البلدين في المجال الاقتصادي والسياسي كما كان بينهما تحالف خاص في المجال العسكري يفوق المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والتي تتمتع دائما بأهمية كبيرة. وقدمت إيران نفسها في عصر الشاه كشرطي في الشرق الأوسط، كما نابت عن الولايات المتحدة في المنطقة. ولم ترفض أميركا بدورها طلبا إيرانيا للحصول على السلاح فيما عدا الصواريخ، كما أنها أرسلت إلى طهران 40 ألف خبير عسكري، بيد أن التسليح الحديث لم يمنع سقوط نظام الشاه عام 1979، كما أن التقارب بين الشاه وواشنطن كان ولا يزال حتى اليوم أحد الأسباب الرئيسية في التنافر وسوء الظن بين طهران وواشنطن.
بعد الثورة الإيرانية كان يتحتم على إيران البحث عن مصدر للسلاح بديل للولايات المتحدة، وكانت المسألة ملحة بالنظر لحرب الخليج الأولى (1980- 1988)، وقد وقع ما يعرف بفضيحة "إيران غيت" حينما أمدت إسرائيل والولايات المتحدة الجمهورية الإسلامية بالسلاح وقطع الغيار وأخذت العائد ودعمت به المتمردين في نيكاراغوا. كما باعت أميركا لإيران قطع غيار وذخيرة عن طريق كوريا الجنوبية والأرغنتين وجنوب إفريقيا.
الطريق إلى تطوير صناعة سلاح إيرانية
بعد حرب الخليج كانت الأسلحة القديمة إما قد دمرت وإما استهلكت أو أصبحت قديمة، وكان هذا يعني لإيران البحث المكثف عن أسلحة جديدة، ولم يكن الخيار أمام إيران كبيرا في بحثها عن موردين جدد، حيث لم يكن أمامها سوى دول مثل كوريا الشمالية وباكستان وغيرهما من الدول التي كانت تحصل على أسلحتها من القوى الكبرى ثم تقوم ببيع جزء منها لإيران.
أصبحت إيران في ذلك الوقت بوابة مفتوحة أمام تجار السلاح وبدأ سعي إيراني دؤوب نحو بناء صناعة محلية للأسلحة. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي استقبلت إيران عددا كبيرا من خبراء السلاح السوفيتي، كما كانت لها علاقات مع العالم الباكستاني عبد القدير خان الذي يعرف بـ"أبو القنبلة النووية الإسلامية". وفي كوريا الشمالية شارك خبراء إيرانيون في صناعة صواريخ، كما قامت جهات إيرانية عديدة في العواصم الغربية بالسعي جاهدة للحصول على أسلحة أو على الأقل مكونات أسلحة. وشهدت صناعة السلاح في إيران نموا سريعا بعدما أصبحت خاضعة للحرس الثوري الإيراني. ومنذ مطلع تسعينات القرن الماضي تقوم إيران بإنتاج جزء كبير من أسلحتها من بينها الدبابات والغواصات والطائرات الحربية، بل وتصدر مثل هذه الأسلحة أيضا.
مرحلة التصدير والاتهامات بالسعي لصنع القنبلة النووية
ويعتقد بأن السلاح الإيراني دخل في عام 2006 أراضي 57 دولة، ولم تشكل أسماء هذه الدول أهمية كبيرة، لكن الولايات المتحدة رددت مرارا اتهامات لإيران بإمداد الميلشيات الشيعية في العراق بالسلاح، بينما تقول إسرائيل إن حزب الله وحماس لديهما أسلحة وذخيرة إيرانية الصنع. كما تتهم البلدان إيران أيضا بالسعي لإنتاج أسلحة نووية ولم يقدما الدليل على ذلك حتى الآن، بينما تنفي إيران تلك الاتهامات منذ سنوات، لكنها تعلن وتحتفل من حين لآخر بتحقيق نجاحات في تطوير صواريخ من الأنواع بعيدة المدى ومتوسطة المدى وقصيرة المدى، وتصف هذا النجاحات بـ"الإنجاز الوطني". كما أن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أعرب عن سعادته بأن الطائرة الإيرانية الجديدة بدون طيار أفضل وأكثر كفاءة من سابقيها.
بيتر فيليب/ صلاح شرارة
مراجعة: عبده جميل المخلافي