إقبال جماهيري كبير على المتحف المصري الجديد في ميونيخ
٢٢ يناير ٢٠١٤يقع مبني المتحف المصري الجديد في قلب المنطقة السياحية وسط ميونيخ غير بعيد عن المبني القديم. ويستطيع الزائر أن يصله سيراً على الأقدام أو بواسطة وسائل المواصلات العامة مثل المترو، وفي كلا الحالتين لا يستغرق الوصول إليه إلا دقائق معدودة. وصمم المبني الحديث المهندس المعماري الألماني "جوت فريد بوم" على شكل مقبرة فرعونية. وتكلف بناءه 107مليون يورو، أما مساحته فتقدر بحوالي 1800 متر مربع، إضافة إلى 400 متر مربع أخرى مخصصة للمعارض الخاصة التي ينظمها المتحف.
حضارة عمرها خمسة آلاف عام
مديرة المتحف الدكتورة "سيلفيا شوسكا" تتحدث عن أهمية مبني المتحف الجديد بقولها "إنه يلبي الآن طموحاتنا في عرض كل القطع التي بحوزتنا، خاصة وأن المتحف القديم كان يضيق بالقطع الجديدة التي حصلنا عليها عن طريق الشراء أو الهدايا، كما أن ظروف الحفظ والعرض في المتحف القديم لم تعد تلبي المتطلبات الحديثة الخاصة بالحفاظ على القطع النادرة من التلف، إضافة إلى أن المتحف القديم كان يفتقد إلى الكثير من مقومات المتاحف الحديثة مثل قاعة للمحاضرات، أو متجر لبيع الهدايا التذكارية، أو غرفة انتظار للزوار، أوحتى قاعة للتعليم المتحفي وعرض المجموعات الأثرية الخاصة". وتضيف في نفس السياق أن الفضل في اقتناء هذه المجموعة الكبيرة يرجع في الأساس إلى الملك لودفيج الأول الذي اهتم بجمعها وشرائها من تجار الآثار عام 1830.
من جهة أخرى تري مديرة المتحف أن القطع الأثرية المعروضة في متحف ميونيخ تمثل أهمية كبيرة كونها جزء من الحضارة الفرعونية المصرية القديمة، وهي تمثل مرحلة خمسة آلاف عام تمتد من عصور ما قبل الأسرات إلى عصور أسرات ممالك مصر الفرعونية القديمة والمتوسطة والحديثة وحتى العصور المتأخرة وهذا في حد ذاته يمثل عامل جذب كبير لزوار المتحف المتخصصين والعامة إضافة أيضا إلى مساحته الكبيرة التي تصل إلى ثلاثة أضعاف مساحته القديمة وهذا قد ساعدنا في عرض أكثر من 8000 آلاف قطعة أثرية بشكل مريح وجذاب .
تضاعف أعداد الزائرين
جري تصميم المتحف علي شكل مقبرة فرعونية ضخمة احتلت الدور الأرضي من مبني أكاديمية الفنون الجديدة، ومنح هذا الزوار جواً خاصاً يحاكي أجواء المقابر الفرعونية القديمة ،كذلك فإن نظام الإضاءة الخافت ساعد في بناء خصوصية للمتحف الجديد ، أيضا تم تقسيم أجنحة المتحف إلى عدة غرف تهتم كل منها بأحد خصائص الحضارة الفرعونية القديمة مثل الديانة عند الفراعنة أو الحياة اليومية عندهم. وقد ساهم ذلك إلى حد كبير في راحة الزوار عند المشاهدة، في هذا الصدد تؤكد مديرة المتحف أهمية الانتقال إلى المبني الجديد وتقول: لقد زادت أعداد الزوار بعد الانتقال إليه خمسة أضعاف، فمنذ أن تم افتتاحه للمرة الأولي في عام 1970 لم يزد عدد زواره عن 50 ألف زائر في السنة، وبعد الانتقال للمبنى الجديد فقد سجلنا لأول مرة عدد زوار يفوق 130 ألف زائر .
رئيس وزراء بافاريا يشيد بالمتحف
كان رئيس وزراء ولاية بافاريا هورست زيهوفر وعدد من الوزراء البافاريين قد قاموا بافتتاح مبني المتحف الجديد رسميا في منتصف العام الماضي. ووفق السيدة شوسكا فقد ابدي السياسيون البافاريون إعجابا كبيرا بالمتحف الذين اعتبروه إضافة كبيرة إلى معالم الجذب الثقافية المتعددة لمدينة ميونيخ. خاصة وأنه أول متحف في العالم خارج مصر متخصص فقط في عرض القطع الأثرية المصرية الفرعونية القديمة دون غيرها. من جهة أخرى كانت فكرة بناء المتحف الجديد قد تم إقرارها في عهد وزير الثقافة البافاري الأسبق "هانز تسيت ماير" عندما اتخذ قرارا ببناء أكاديمية للفنون والسينما بالإضافة إلى متحف مصري جديد يليق بمجموعة الفن المصري المعروضة بشكل غير لائق في أحد أجنحة المكتبة القديمة في ميونيخ .
مقتنيات أثرية مهمة
وفق مديرة المتحف فان أهم المعروضات المميزة في المتحف المصري الجديد هي مجموعة التوابيت الخشبية الفرعونية المنقوش عليها رسومات وكتابات باللغة الهيروغليفية القديمة، وهي ترجع إلى ألف سنة قبل الميلاد وتعكس التطور الذي حدث في فنون الكتابة والنقوش المصرية القديمة التي تلت عصور "الرماسسة" الذين كانوا يصورون الحياة اليومية للموتى على جدران مقابرهم قبل أن ينتقل التصوير والنقوش على التابوت نفسه كما في هذه المجموعة المعروضة.
من أهم مقتنيات المتحف كذلك تمثال الإله آمون المصنوع من البرونز الخالص ويرجع لعهد الأسرة السادسة والعشرين أي ستمائة سنة قبل الميلاد، وأيضا تمثال الإله حورس من الأسرة السابعة والعشرين، بالإضافة إلى العديد من أوراق البردي المعروضة، وهي تمثل العهد الفرعوني والبطلمي وحتي الروماني. كما أن كثير من الفخاريات الموجودة في المتحف تمثل حياة المصري القديم في العديد من أنشطته. هناك أيضا نماذج من أعمال النحت في حضارة ما قبل التاريخ الحضارة النوبية والحضارة الفرعونية ثم الحضارة الرومانية:
كما أن المتحف به أول قنينة زجاجية فرعونية منقوش عليها اسم الملك تحتمس الثالث وتعود إلي عهد الأسرة الثامنة عشر المؤرخ لها عام 1450 قبل الميلاد. ومن أهم المعروضات أيضا تمثال رأس الملك إمنحوتوب الثاني سنة 1425 قبل الميلاد، وتمثال رأس الملك تحتمس الرابع سنة 1380 قبل الميلاد. والمتحف به كذلك مجموعة ضخمة من النقوش الجدارية من الممالك القديمة والحديثة ومجموعة من التوابيت الخشبية المهمة التي عثر عليها في الدير البحري، كذلك تمثال نادر للإله حورس المصنوع من الفضة الخالصة و يرجع تاريخه إلي سنة 1000 قبل الميلاد.