إقالات غريبة ومثيرة للجدل لمدربين في البوندسليغا
٢٨ ديسمبر ٢٠١١ظروف تسريح مدرب فريق هيرتا برلين ماركوس بابيل كانت غريبة ومثيرة للجدل. فعلى الرغم من النجاح الذي حققه مع الفريق ووقوف اللاعبين إلى جانبه، إلا أن بابيل اضطرّ في النهاية إلى مغادرة النادي بسبب خلاف نشب بينه وبين مدير أعمال الفريق ميشائيل بريتس، حيث اتّهم كل منهما الآخر بالكذب. وكان هذا كافياً لإدارة النادي لتسريح المدرب من منصبه بشكل مبكر. وبعد أيام قليلة أعلنت إدارة هيرتا برلين التعاقد مع المدرب الجديد ميشائيل سكيبة. وحال المدرب بابيل ليس استثنائيا. فالبوندسليغا شهد حالات تسريح مثيرة للجدل وغريبة كثيرة.
إقالة يورغ بيرغر رغم نجاحه الكبير
إحدى حالات التسريح الغريبة كانت إقالة المدرب يورغ بيرغر من منصبه كمدرب لفريق شالكه في الموسم الكروي 1996 / 1997. في ذاك الوقت أنقذ بيرغر فريق شالكه من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية وحقق معه نجاحات وإنجازات كبيرة. فبعد موسمين فقط استطاع قيادة الفريق إلى المركز الثالث على قائمة البوندسليغا والتأهل معه إلى مسابقة كأس أوروبا للأندية لأول مرة منذ عام 1978. ومع ذلك اضطرّ بيرغر لمغارة الفريق بعد ذلك. أما سبب تسريحه فلا يعود إلى إدارة النادي، بل إلى اللاعبين الذين رفضوا فجأة مواصلة العمل معه. واتّهم المدرب آنذاك بأنه يقضي في حمام "الساونا" وقتاً أطول من الوقت الذي يقضيه في ساحة التدريب. كما اتّهم بقلة الخبرة وتراجع مستوى التدريب. وبعض اللاعبين اتّهموه بأنه لا يعرف لاعبي الخصوم بشكل جيد. وبذلك تعكرت الأجواء بين المدرب واللاعبين. وقد أعلن 19 لاعباً من أصل 23 تأييدهم لاستبدال المدرب. وهو ما دفع إدارة النادي إلى إقالة بيرغر من منصبه، رغم الإنجازات التي حققها في "غيلزنكيرشن" مع فريق شالكه.
قرار تسريح بيرغر أثار موجة من الغضب بين مشجعي شالكه الذين رفعوا في أول مباراة لفريقهم دون بيرغر لافتات على المدرجات كُتب عليها: "شكراً لك بيرغر" و "اخجلوا أيها اللاعبون!". لكن كل ذلك لم يُغير في الواقع شيئا، وغادر بيرغر شالكه بالفعل وحلّ مكانه الهولندي هوب ستيفنز.
تسريح تاريخي في البوندسليغا
إقالة مدرب فريق ماينتس يورن أندرسون في الموسم الكروي 2009 / 2010 كان مفاجئاً أيضا. فعشية انطلاق منافسات الأسبوع الأول لموسم البونسليغا 2009 / 2010 وجد المدرب النرويجي نفسه بلا عمل. وهذا ما لم يحدث في تاريخ الدوري الألماني من قبل. وكان أندرسون قد تولى مهمة تدريب فريق ماينتس قبل عام، حين هبط ماينتس إلى دوري الدرجة الثانية. وخلال عام واحد فقط نجح المدرب النرويجي في إعادة الفريق إلى الدوري الممتاز، واستطاع التأهل معه إلى نصف نهائي كأس ألمانيا لكرة القدم. وهذه بالطبع إنجازات كبيرة حملت توقيع أندرسون، لكنها لم تعزز مكانته كمدرب للفريق. وقبل انطلاق الموسم الكروي التالي خرج ماينتس من الدور الأول لمنافسات كأس ألمانيا لكرة القدم إثر خسارته أمام فريق لوبيك بهدف لهدفين. وكانت هذه الشعرة التي قصمت ظهر البعير. فعقب الهزيمة نشبت خلافات بين المدرب وإدارة النادي أدت في النهاية إلى تسريحه بشكل مفاجئ. وبررت إدارة النادي قرارها آنذاك بانعدام الانسجام بين المدرب واللاعبين.
خليفته في ماينتس كان توماس توخيل الذي أنهى منافسات الموسم آنذاك في المركز التاسع، ومازال يشغل منصب المدرب. أما أندرسون فقد انتقل إلى فريق كارلسروهه الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية.
و
عندما تعرّض مدرب فريق شالكه رالف رانغنيك عام 2005 إلى انتقادات لاذعة من قِبَل إدارة النادي، قام بجولة حول الملعب قبل مباراة فريقه ضد ماينتس. وبعد يومين فقط سُرّح من منصبه. رانغنيك واجه مصاعب كبيرة في ممارسة مهامه كمدرب لشالكه، سيما وأنه تعاقد مع النادي بناء على رغبة المدير الرياضي أندرياس مولر، وليس برغبة من مدير أعمال الفريق رودي أساور. وبالفعل عمل أساور سراً من أجل طرد المدرب. وبعد أن انضمّ مولر إلى أساور، أدرك رانغنيك أن أيامه أضحت معدودة في شالكه. وبالفعل استبق رانغنيك مدير أعمال النادي والمدير الرياضي وسرّع من قرار إقالته عبر قيامه بجولة شرف حول العشب أمام المشجعين. وهو ما أدى في النهاية إلى تسريحه.إقالة مدرب نورنبيرغ رغم الفوز على بايرن ميونخ
حتى الفوز على فريق بايرن ميونخ بثنائية نظيفة لا يحمي المدرب من التسريح. وهذا ما عاشه مدرب فريق نورنبيرغ فيلي إنتينمان في الموسم الكروي 1993 / 1994. فخلال الاحتفال بالفوز على الفريق البافاري بهدفين لصفر، لم يكُن إنتينمان يُدرك ما ينوي رئيس النادي غيرهارد فوك القيام به. وبعد يومين من هذا الفوز الكبير على بايرن أقال رئيس النادي مدربه، على الرغم من احتجاج المشجعين على هذا القرار الذي جاء يوم احتفال المدرب بعيد ميلاده الخمسين.
البوندسليغا شهد أيضاً حالات تسريح كثيرة غير مفهومة للمدربين. فأحياناً يتّخذ نادٍ ما قراراً بتسريح مدربه لأي سبب كان، وبعد فترة وجيزة يعود للتعاقد معه مجدداً، كما فعل صاحب الرقم القياسي في الفوز بدرع الدوري الألماني فريق بايرن ميونخ مرات عديدة، من بينها تسريح مدربه الحالي يوب هاينكس قبل عدة سنوات واجتذابه مرة أخرى إلى ميونخ خلال الموسم الحالي.
وحالات كثيرة تعود إقالة مدرب ما بالنفع على مدرب آخر. هكذا هي حال مدرب فريق هيرتا برلين الجديد ميشائيل سكيبه الذي كان أكبر المستفيدين من قرار تسريح المدرب السابق ماركوس بابيل. فبتعاقده مع فريق العاصمة الألمانية هيرتا برلين انتقل سكيبه من فريق إسكيشهابر سبور التركي المغمور إلى هيرتا برلين.
وكما هي حال جميع المدربين الجُدد، أكد المدرب سكيبه أنه ينوي قيادة فريقه إلى تحقيق النجاح وأن مستوى الفريق يخوّله لاحتلال مركز متقدم على قائمة الدوري. وكما هي الحال في عالم كرة القدم، يتوقف مستقبل المدرب في النادي على النتائج التي يُحققها الفريق.
علاء الدين موسى البوريني
مراجعة: عارف جابو