إعلام "داعش" الإلكتروني وسيلة لاستقطاب الشباب
٧ نوفمبر ٢٠١٤تناولت حلقة برنامج" شباب توك" موضوع الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لتنظيم "داعش" الإرهابي. إذ ظهرت فيديوهات لمن يسمون أنفسَهم بالمجاهدين وهم يدعون "إخوانهم" للانضمام إليهم والالتحاق بالتنظيم الإرهابي.كما أغرق هذا التنظيم مواقع التواصل الاجتماعي بأشرطة فيديو دعائية مليئة بمشاهد دموية مرعبة. فكيف استطاعت هذه الجماعات الإرهابية الوصول إلى الشباب في العالم وفي ألمانيا وإقناعه بالانخراط في صفوفها؟
الشيخ إسحاق حسني مدير مركز دريسدن الإسلامي يرى أن هناك تقصيرا من طرف المساجد والمراكز الإسلامية في ألمانيا، إذ أنها غير حاضرة بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي ليس هناك حضور لافت للأصوات الإسلامية المعتدلة. وهو الأمر الذي أكده الباحث المغربي في السلفية الجهادية محمد مصباح، الذي قال :"إن التنظيمات الإرهابية تستفيد بشكل أساسي من غياب الخطاب المعتدل". ويضيف الباحث المغربي بالمعهد الألماني للدراسات السياسية والأمنية:"لقد استفادت هذه التنظيمات الإرهابية من التطور التكنولوجي لاستقطاب الشباب الذي لم يستطع الخطاب الديني التقليدي الوصول إليه، لضعفه الذاتي وعدم قدرته على تجديد نفسه وكذا غياب الموارد".
التفوق التكنولوجي
من جانبه أكد توبياس بيتش من شبيبة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن الشباب داخل الحزب الألماني المشارك في الائتلاف الحكومي "قلق من ظاهرة انضمام الشباب الألماني لتنظيم "داعش" الإرهابي، خاصة وأنها ظاهرة جديدة، تحمل أسئلة جديدة لا يمكن الإجابة عنها في الوقت الحالي."
وعن العنصر الأساسي الذي ساهم في نجاح التنظيم الإرهابي في استقطاب الشباب هو استخدام أشرطة الفيديو المباشرة حسب الباحث المغربي محمد مصباح، الذي يقول:"من قبل استخدم تنظيم القاعدة أشرطة صوتية أو أشرطة فيديو غير ذات جودة، في حين أن تنظيم "داعش" استخدم فيديوهات واضحة تظهر عمليات لقطع الرؤوس أو عمليات تفجيرية مباشرة، وأقصى درجات العنف الممكنة، وهي التي تعطي الشباب إحساسا بالقوة."
هل تشديد المراقبة هو الحل؟
وبالرغم من إمكانية السلطات الألمانية مراقبة الانترنت، فإن توبياس بيتش من الحزب الاشتراكي الديمقراطي لا يرى في ذلك حلا، إذ يقول:" بعد فضيحة التجسس الأمريكية على الانترنيت في ألمانيا، لا نريد أن تكون هناك مراقبة للإنترنت، وهذا لن يؤدي إلى مزيد من الأمن، فمن يريد أن يسافر إلى الشرق الأوسط لا يمكن منعه قانونيا."
من ناحيته يشدد إمام مركز دريسدن الإسلامي على دور الأئمة في ألمانيا وأوروبا في ما يتعلق "بشرح تعاليم الإسلام بشكل صحيح لكل من يعتنق الدين حديثا، مع التأكيد أن شروط الجهاد المذكورة في القرآن والسنة لم تعد مستوفية في زمننا الحالي."