إسرائيل تنتقد تهديد واشنطن بوقف تزويدها بأسلحة معينة
٩ مايو ٢٠٢٤اعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن وقف إمدادات بلاده بأسلحة معيّنة "مخيّبا للآمال"، وذلك في أول رد فعل من الجانب الإسرائيلي على تحذير بايدن.
وقال إردان لإذاعة "مكان" الإسرائيلية العامة "إنه أمر صعب جدا وتصريح مخيّب للآمال إلى حد كبير يصدر عن الرئيس الذي أعربنا عن امتناننا له منذ بداية الحرب".
وتحدّت إسرائيل التحذيرات والاحتجاجات الدولية عبر إرسال دبابات وتنفيذ "غارات مستهدفة" في المدينة الحدودية الواقعة في جنوب قطاع غزة والمكتظة بالمدنيين الفلسطينيين النازحين والتي تعتبرها إسرائيل أنها آخر معقل لحركة حماس.
وكانت إسرائيل قد تعهدت القضاء على الحركة الإسلاموية الفلسطينية المسلحة ، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وخلال مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الإخبارية، قال بايدن ردّاً على سؤال حول السبب الذي دفع إدارته الأسبوع الماضي إلى تعليق إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل ، إنّ "مدنيين قُتلوا في غزة بسبب هذه القنابل (...) هذا أمر سيّء". وقال بايدن، الذي طلبت إدارته مرارا من إسرائيل وضع خطة لحماية المدنيين في رفح، "أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح... فلن أزودهم بالأسلحة"، لكنه أكد أن إمدادات الأسلحة التي تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها، مثل نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، ستستمر.
وهذه الشحنة من القنابل التي تم تعليقها، هي جزء من شحنة سبق الموافقة عليها إلى إسرائيل، وليس حزمة المساعدات التي تبلغ قيمتها 95 مليار دولار ووافق عليها الكونغرس في أبريل/ نيسان.
وردّ إردان بالإشارة إلى أن إيران وحماس وحزب الله سيفسّرون تصريحات بايدن على أنها "أمر يعطيهم الأمل بالنجاح". وقال "في حال فُرضت قيود على إسرائيل تمنعها من دخول منطقة بأهمية ومركزية رفح حيث يتواجد آلاف الإرهابيين والرهائن وقادة حماس، كيف يمكننا تحقيق أهدافنا؟". وأضاف "هذا ليس سلاحا دفاعيا. يتعلق الأمر بقنابل هجومية معيّنة. في النهاية، ستقوم دولة إسرائيل بما تعتقد أن عليها القيام به من أجل أمن مواطنيها". ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن عملية رفح ستمضي قدما .
والثلاثاء، سيطرت القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر والذي يعتبر نقطة العبور الرئيسية للمساعدات إلى القطاع المحاصر.
وفي جلسة استماع بمجلس الشيوخ أمس الأربعاء قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الولايات المتحدة تراجع "المساعدة الأمنية على المدى القريب... في ضوء الأحداث الجارية في رفح". وأضاف أوستن "كنا واضحين جدا... منذ البداية أنه يجب على إسرائيل ألا تشن هجوما كبيرا على رفح دون الأخذ في الاعتبار المدنيين الموجودين في ساحة المعركة وحمايتهم".
ويلوذ أكثر من مليون مدني فلسطيني برفح، وكان كثيرون منهم قد نزحوا في السابق من أجزاء أخرى من غزة بعد أوامر إسرائيل بالإخلاء منها .
وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين الفلسطينيين وتقول إن اهتمامها ينصب على القضاء على حماس ، وإنها تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب القتل غير الضروري.
معاناة وفرار الآلاف من رفح
وأفادت تقارير إعلامية بعيد منتصف ليل الاربعاء الخميس، بحصول قصف مدفعي كثيف لرفح في أقصى جنوب قطاع غزة المحاصر. وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه شن ضربات على "مواقع لحماس" في وسط قطاع غزة الذي يشهد حربا متواصلة منذ سبعة أشهر.
وفي غضون ذلك أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الخميس، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 34 ألفا و 904 قتلى و78 ألفا و514 مصابا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وفق بيان للوزارة أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا ). ولم يصدر لحد نشر هذا التقرير رد إسرائيلي على الأرقام المصرح بها من قبل وزارة الصحة في سلطة حماس بقطاع غزة.
ونقل مراسلو وكالة فرانس برس مشاهد "طوابير طويلة للنازحين الفلسطينيين الفارين من رفح في سيارات وشاحنات وعربات تجرّها الحمير وعربات التوك توك أو سيرا على الأقدام، حاملين أي أمتعة تمكنوا من نقلها". وأظهر مقطع مصوّر لوكالة فرانس برس الأربعاء آلاف الخيام ومراكز الإيواء مقامة على طول المنطقة الساحلية في دير البلح.
و بحسب الأمم المتحدة فرّ حوالي 80 ألف شخص من المدينة المكتظة باللاجئين، منذ أن تقدم الجيش الإسرائيلي إلى المدينة رفح جنوب قطاع غزة، مطلع الأسبوع الجاري. وحذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين في الشرق الأوسط على موقع X، تويتر سابقًا، يوم الخميس، من أن الناس ليسوا آمنين في أي مكان وأن العبء على المتضررين لا يطاق.
ع.ج.م./م.س/ع.خ (أ ف ب، رويترز)