إسدال الستار على النسخة الـ 21 للألعاب الأولمبية الشتوية
١ مارس ٢٠١٠النسخة الـ 21 للألعاب الأولمبية اختُتمت في فانكوفر الكندية بعد أكثر من أسبوعين من المنافسات الشديدة على الفوز بـ 258 ميدالية أولمبية، 86 ذهبية ومثلها فضية ومثلها برونزية، وذلك في 15 نوعاً من الرياضات الشتوية. وكان المنتخب الأولمبي الكندي المُضيف الأكثر نجاحاً في الألعاب التي استضافتها فانكوفر وويستلر الكنديتيْن من الثاني عشر من فبراير / شباط وحتى الثامن والعشرين من الشهر نفسه. إذ استطاع الكنديون الفوز بـ 26 ميدالية أولمبية، منها 14 ذهبية، بينما حلّت ألمانيا في المركز الثاني برصيد 30 ميدالية، منها 10 ذهبيات و 13 فضية و 7 ميداليات برونزية. أما المركز الثالث فكان من نصيب الولايات المتحدة الأميركية تليها النرويج وكوريا الجنوبية وسويسرا.
ذهبية هوكي الجليد آخر الميداليات الأولمبية
آخر ميداليات أولمبياد 2010 حققها المنتخب الكندي في ختام منافسات اليوم السادس عشر والأخير للألعاب الأولمبية الشتوية في فانكوفر، وذلك في مسابقة هوكي الجليد التي حسمها الكنديون لصالحهم بعد تغلبهم في النهائي على منتخب الولايات المتحدة الأميركية بثلاثة أهداف لهدفين في مباراة مثيرة وساخنة انتهى وقتها الأصلي بتعادل الفريقين بهدفين لمثلهما قبل أن تنجح كندا المُضيفة في إحراز الهدف الذهبي في الشوط الإضافي من المباراة. وبذلك رفعت كندا رصيدها إلى 26 ميدالية، منها 14 ذهبية.
كندا تُجرّد ألمانيا من اللقب
بحلولها في المركز الثاني على قائمة المنتخبات فشلت ألمانيا التي مثّلها في فانكوفر 153 رياضياً في تكرار الإنجازات الكبيرة التي حققتها في الماضي. ففي الدورة الأخيرة للألعاب الأولمبية الشتوية " أولمبياد 2006 " التي أُقيمت في مدينة تورينو الإيطالية حقق متسابقو الرياضات الشتوية الألمان أكبر عدد من الميداليات ( 11 ذهبية و 12 فضية و 6 ميداليات برونزية ) وأنهوا الدورة آنذاك على رأس قائمة الترتيب العام للمنتخبات. غير أن احتلال المركز الثاني في أولمبياد 2010 في فانكوفر يُعدّ أيضاً إنجازاً كبيراً، خاصة في ظل المنافسة الحادة على الميداليات التي شهدتها مسابقات الدورة.
أولى ميداليات ألمانيا في الألعاب الأولمبية الشتوية في فانكوفر فازت بها نجمة البياتلون ماغدالينا نوينر التي أحرزت الميدالية الفضية في سباق سبعة كيلومتر ونصف الكيلومتر بفارق ضئيل جداً عن الميدالية الذهبية بلغ ثانية ونصف الثانية فقط. أما أول ميدالية ذهبية لألمانيا في فانكوفر 2010 فكانت من نصيب متسابق التزلج بالزحافات فليكس لوخ الذي أحرز المركز الأول في مسابقة التزلج بالزحافات متقدماً على مواطنه دافيد مولر الذي فاز بالفضية.
أما آخر ميدالية للمنتخب الأولمبي الألماني في فانكوفر فكانت فضية وفاز بها نجم التزلج الطويل أكسيل تايشمان في سباق 50 كيلومترا. وبشكل عام كانت النجمتان الألمانيتان ماريا ريش وماغدالينا نوينر الأكثر نجاحاً ضمن المنتخب الأولمبي الألماني الذي ضمّ 153 متسابقا.
ماغدالينا نوينر - ملكة البيتالون الألمانية
في أول مشاركة لها في الألعاب الأولمبية الشتوية قدمت الألمانية ماغدالينا نوينر عروضاً رائعة لم يتوقعها أحد. فنجمة البياتلون حققت ثلاث ميداليات أولمبية، ذهبيتين وفضية في مسابقات البياتلون المختلفة. وبهذا الإنجاز الخيالي حققت ابنة الـ 23 ربيعاً حلمها الأولمبي. ولمنح بقية المتسابقات الألمانيات فُرصة التألق والتتويج بالميداليات الأولمبية تخلت نوينر بشكل مفاجئ عن المشاركة في سباق التتابع للسيدات، وإلا كانت نجمة البياتلون الجديدة ربما ستُحقق ميدالية أخرى كان من شأنها أن تُخلّد اسمها في تاريخ الرياضات الشتوية.
وتقديراً لإنجازاتها الفريدة والخيالية في الأولمبياد اختيرت ماغدالينا نوينر لحمل العلم الألماني في حفل اختتام الألعاب الأولمبية الشتوية 2010 في فانكوفر، وهو ما أثار بالطبع فرحة النجمة الألمانية التي كانت الأكثر نجاحاً ضمن المنتخب الأولمبي الألماني بحصولها على ذهبيتين وفضية، تليها ماريا ريش التي نالت ذهبيتين.
ماريا ريش بطلة العالم والأولمبياد
بعد فوزها بذهبية التزلج المركب الكبير نجحت نجمة التزلج الألمانية ماريا ريش في الفوز بميداليتها الذهبية الثانية خلال الألعاب الأولمبية الشتوية 2010 إثر فوزها بسباق التزلج المتعرج أيضا. والفوز بميداليتين أولمبيتين ذهبيتين في رياضات التزلج لم تُحققه من قبل إلا متسابقتان ألمانيتان فقط، هما روزي ميترماير عام 1976 وكاتيا زايتسنغر التي حققت هذا النجاح الكبير قبل 12 عاما. وبفوزها بالتزلج المتعرج أصبحت ريش، ابنة الـ 25 عاماً، بطلة العالم والأولمبياد في هذا النوع من التزلج لتفرض نفسها ملكة للتزلج في الأولمبياد وبطولة العالم، مؤكدة نجوميتها الفريدة في رياضات التزلج.
رجال البياتلون الألمان يخيبون الآمال
متسابقو البياتلون الألمان يُصابون بخيبة أمل كبيرة بعد فشلهم الذريع والتاريخي في إحراز إحدى الميداليات الأولمبية. فلأول مرة منذ 42 سنة، أي منذ عام 1968، يعود رجال البياتلون الألمان من الألعاب الأولمبية خالي الوفاض دون أي من ميداليات مسابقات البياتلون. كذلك في سباق التتابع، آخر سباقات البياتلون الأولمبية، فشل الألمان في بلوغ مستواهم المعهود على المستوى العالمي بحلولهم في المركز الخامس بعيداً عن مراكز التتويج.
ويعود هذا الفشل بالدرجة الأولى للأخطاء الكثيرة ارتكبها المتسابقون الألمان في الرماية مُهدرين جميع فرص الصعود إلى منصات التتويج ورفع حصيلة المنتخب الأولمبي الألماني في عدد الميداليات الأولمبية.
صحيحٌ أن ألمانيا لم تُوفّق في الدفاع عن لقبها باحتلال صدارة الترتيب العام للفرق، لكنها حصدت 30 ميدالية، أي ثاني أكبر حصيلة لها في تاريخ الألعاب الأولمبية الشتوية بعد أولمبياد سالت ليك ستي عام 2002 التي أنهتها ألمانيا برصيد 36 ميدالية.
الكاتب: علاء الدين موسى البوريني
مراجعة: طارق أنكاي