إدانة دولية واسعة لمجزرة الحولة ووزير الخارجية الألماني مصدوم
٢٦ مايو ٢٠١٢أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله اليوم السبت (26 مايو / أيار) عن "صدمته" للقصف على منطقة الحولة، وقال في بيان "لقد صدمني وأرعبني الخبر عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم العديد من الأطفال، في هجمات لقوات نظام (الرئيس بشار الاسد)" وأضاف إن "عدم وضع النظام السوري حدا لأعمال العنف الوحشية بحق شعبه هو أمر يثير الصدمة. ينبغي محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة".
وطالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بـ "رد دولي قوي" إثر "مجزرة" الحولة، وأعرب عن نيته المطالبة باجتماع عاجل لمجلس الأمن "خلال الايام القليلة المقبلة". وقال الوزير البريطاني في بيان "باشرنا مشاورات عاجلة مع حلفائنا تمهيدا لبلورة رد دولي قوي، شملت مجلس الأمن الدولي والاتحاد الاوروبي والمنظمات المكلفة حقوق الانسان داخل الامم المتحدة"، مضيفا إن "اولويتنا في مواجهة هذه الجريمة الرهيبة هي تحديد الوقائع والتحرك سريعا للتاكد من كشف هوية المسؤولين (عنها) ومحاسبتهم".
المراقبون يؤكدون مقتل عشرات الأطفال
أما رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود فقد أدان اليوم "المأساة الوحشية" في مدينة الحولة، محذرا من يستخدمون العنف بأنهم "قد يقودون البلاد إلى حرب اهلية". وقال مود أمام الصحافيين إن المراقبين "يدينون بأشد العبارات المأساة الوحشية" في الحولة الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمال غرب مدينة حمص، مؤكدا ان التدقيق الذي أجراه المراقبون كشف "استخدام مدفعية الدبابات" في قصف المدينة. وأكد أن المراقبين الذين ذهبوا إلى الحولة صباح السبت تمكنوا من إحصاء جثث"أكثر من 32 طفلا تحت سن العاشرة إلى جانب عدد من الجثامين التي تعود إلى نساء ورجال يقدرعددها بنحو 60 مقتولين". ودعا مود الحكومة السورية إلى "وقف استخدام الأسلحة الثقيلة وكل الأطراف إلى وقف العنف بكل أشكاله"، مضيفا "هذا ما نحتاج اليه لدفع الوضع نحو الحل السياسي".
من جهته أعلن الجيش السوري الحر اليوم أنه سيوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي انان، اذا لم يتحرك مجلس الأمن بسرعة لحماية المدنيين. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي كوفي انان ما حدث في الحولة انتهاكا "صارخا ورهيبا" للقانون الدولي. وقال المتحدث باسم الامين العام للمنظمة الدولية إن بان وانان "يدينان بأشد العبارات مقتل عشرات الرجال والنساء والأطفال (في الحولة)، الامر الذي أكده مراقبو الامم المتحدة".
كذلك أعرب نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن إدانته الشديدة لـ "المجزرة الفظيعة" وأكد العربي في بيان له على ضرورة محاسبة المسؤولين عن مرتكبي هذه "الجرائم والانتهاكات الجسيمة" ضد المدنيين السوريين "التي تجاوزت كل الحدود ولا يمكن السكوت عنها".
وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض ان أنان اتصل السبت برئيس المجلس المستقيل برهان غليون منددا بـ "الجريمة النكراء" في مدينة الحولة، وقال المجلس في بيان إن أنان "وصف جريمة الحولة التي ارتكبها النظام السوري بالوحشية وانه شديد التأثر شخصيا بما حدث، وانه سيطرح الموضوع بشكل قوي امام بشار الاسد ويطلب منه الوقف الفوري لهذه المجازر".
مظاهرات في سوريا إدانة "لمجزرة" الحولة
وقد عبر غليون لانان "عن شجبه للصمت الدولي وانعدام الفعل أمام هذه المجازر وطلب منه إرسال لجنة تحقيق دولية بأسرع وقت ممكن وتثبيت بعض المراقبين في المناطق المعرضة للعنف المستمر (....) والتعاون مع الدول الصديقة لطرح القضية على مجلس الامن واستصدار قرار اممي يردع النظام السوري عن الاستمرار في ارتكاب هذه المجارز بحق الشعب السوري"، بحسب المصدر نفسه.
ميدانياً قتل اليوم 18 شخصا بينهم خمسة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات وعمليات اطلاق نار وقصف في مناطق متعددة من سوريا بينها العاصمة دمشق وبلدة عربين في ريف دمشق وفي محافظة حمص وادلب ودرعا، وقتل خمسة عناصر من القوات النظامية السورية في كمائن في مناطق مختلفة من درعا؛ بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أعلن عن تعرض قرى جبل الاكراد في محافظة اللاذقية "لقصف واطلاق نار من حوامات القوات النظامية السورية لليوم الثاني على التوالي في محاولة للسيطرة على هذه المنطقة الجبلية الوعرة".
كما تعرضت مدينة اعزاز في محافظة حلب (شمال) لقذائف واطلاق نار من القوات النظامية السورية "التي تحاول اقتحام احياء في المدينة"، ما ادى إلى "حالات نزوح في اتجاه الحدود التركية".
وشهدت مناطق عدة في سوريا السبت مظاهرات حاشدة احتجاجا على "مجزرة الحولة" التي قتل فيها من الجمعة وحتى فجر السبت 92 شخصا بينهم 32 طفلا، بحسب بعثة المراقبين الدوليين في سوريا. واطلقت القوى الأمنية النار على عدد من التظاهرات.
(ع.ج/ آ ف ب، د آ ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي