أول رحلة إستكشافية تنطلق صوب الكوكب الأحمر
٤ أغسطس ٢٠٠٧بالرغم من أهمية المهمة الأولى من نوعها في تاريخ استكشاف البشر للفضاء المحيط بكوكبهم الأزرق، فأن وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) غير متأكدة من نجاح مهمتها الطموحة المتمثلة بإرسال وحدة استكشافية آلية غير مأهولة إلى كوكب المريخ. ففضلا عن صعوبة إطلاق هذه الوحدة إلى الفضاء فأن احتمال نجاح الوحدة في الهبوط على سطح المريخ يبلغ 50 بالمائة فقط وفقا لمدير البرنامج دوغ ماكيستون، الذي يشرف على الإعداد لهذه الرحلة في الوكالة.
وبدأت اليوم السبت 4 آب/ أغسطس المهمة، التي أطلق عليها اسم "فونيكس مارس لاندر"، فقد أنطلق الصاروخ دلتا 2 من قاعدة الأطلاق في كاب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأمريكية في الساعة 9.26 صباحاً بتوقيت غرينتش. وتمتد فترة رحلة الوحدة الاستكشافية من كوكب الأرض إلى المريخ حوالي تسعة أشهر ستقطع الوحدة فيها مسافة تبلغ 680 مليون كلم ويتوقع وصولها إلى كوكب المريخ في 25 مايو/أيار من العام المقبل.
البحث عن الحياة من خلال البحث عن الماء
البحث عن الماء سيكون أحد الأهداف الأساسية لهذه المهمة، ففي حال عثرت هذه الوحدة على الماء في مكان ما على هذا الكوكب فإن ذلك يعني أن هناك حياة على هذا الكوكب المجاور للأرض. الجدير بالذكر أنها تعد المرة الأولى التي سيتمكن فيها البشر من البحث والتنقيب على المياه على سطح الكوكب الأحمر من خلال هذه الوحدة الآلية. فقد اقتصرت المهام السابقة على البحث عن المياه من خلال تحليل الصور التي أخذت للكوكب عن بعد.
وتحتوي الوحدة الآلية "فونيكس" التي سترسلها ناسا على جهاز للحفر ومختبر وفرن لإجراء الاختبارات وجهاز تصوير وجهاز قاذف لليزر ومحطة جوية. وستتمركز المحطة قرب القطب الشمالي من كوكب المريخ الذي تبلغ درجة حرارته الدنيا 100 درجة مئوية تحت الصفر. وستكون الوحدة قادرة على الحفر في سطح قشرة المريخ إلى عمق متر واحد، ولا يعلم الخبراء إلى الآن على أي عمق سيجدون الثلج في قشرة المريخ. ومن خلال أعمال الحفر هذه سيتمكن العلماء من جمع معلومات حول الدورات المناخية التي شهدها الكوكب.
احتمالات وجود الحياة في المريخ
يقول رالف ياومان من المركز الألماني للأبحاث الجوية والفضائية DLR أن كوكب المريخ كان لديه أفضل الظروف لتكون الحياة على سطحه مقارنةً مع بقية كواكب المجموعة الشمسية. ويشير الباحث أنه قبل ملياري أو ثلاثة مليارات عام كانت الظروف الجوية في المريخ شبيهة بالظروف الحالية على كوكب الأرض. ومن غير المتوقع العثور على نباتات أو كائنات أخرى معقدة على سطح المريخ، باستثناء كائنات حية دقيقة وحيدة الخلية أو بكتيريا.
معرفة تاريخ المريخ تزيد من معرفتنا بكوكب الأرض
ويضيف يومان أن مهمة ناسا ستفيدنا في معرفة أسباب التغير المناخي على سطح الأرض. ويشير الباحث إلى احتمال تعرض المريخ في العصور السابقة إلى كارثة من نوع ما أدت إلى تغير المناخ فيه بحيث أصبح أكثر برودة وقسوة. وعادة ما تطلق الكواكب في المراحل المبكرة من عمرها جزءا من الحرارة التي اكتسبتها أثناء فترة تكونها، وهو الأمر الذي يتيح تكون الحياة على سطحها. ومن الممكن أن تكشف هذه المهمة عن مراحل جديدة من عمر كوكب المريخ، الأمر الذي يمكن أن يفيد في معرفة تاريخ كوكب الأرض ومستقبله بشكل أفضل.
هل يمكن إرسال بشر إلى كوكب المريخ؟
تسعى وكالة ناسا على المدى البعيد إلى إرسال بشر إلى كوكب المريخ وذلك بحلول عام 2020. وستقوم الوحدة التي سترسلها ناسا إلى المريخ باستكشاف فرص نجاح هذا الأمر، خصوصا ما يتعلق بالأماكن المناسبة لهبوط المركبات وإمكانية توفر كميات مياه لتزويد رواد الفضاء، الذين سيقطنون على سطح الكوكب.
ويواجه هذا المسعى مصاعب كبيرة مثل تزويد رواد الفضاء بكميات كافية من الغذاء والماء في الرحلة الطويلة من الأرض إلى المريخ. كذلك فإن المركبة التي ستقوم بهذه الرحلة ستكون عرضة لأنواع من الغازات والإشعاعات الضارة بالإنسان، الأمر الذي يقتضي تزويدها بأنظمة حماية معقدة. إلا أن بعض الباحثين يتوقعون إمكانية السيطرة على هذه الأمور في حال توفر ميزانيات كافية لإجراء الأبحاث.