أوليفر كان: العملاق الأشقر حامي عرين الشباك الألمانية
يعتبر اوليفر كان أحد النخب الألمانية الرياضية التي يشار إليها بالبنان في المستطيل الأخضر. ولا تخلو المباراة التي يلعب فيها من المتعة والإثارة، فهو عنيد في طموحه إلى حدّ المبالغة، وعشقه للفوز وصل حدّ الثمالة، حتى ان ابتسامته لا تظهر إلاّ في منصّات التتويج. وصل به حماسه إلى درجة أنه يلتحم مع الآخرين بعنف ويصرخ في لاعبي الدفاع بجنون، وهذا ما يثير عليه سخرية جمهور الخصم ووسائل الإعلام. ألقاب كثيرة يحملها أليفر كان منها العملاق والغوريلا، ويقول عن مظاهر هذه السخرية: " لقد كان هذا يزعجني كثيرا في البداية، ولكني أراه اليوم بشكل مختلف، لأنني أستغل عنصر الخوف، فالخائف يتمتع باليقظة والتركيز"
بداياته ومسيرته...
ولد اوليفر كان في 15يونيو/حزيران 1969 في مدينة كارلسروه جنوب ألمانيا. وهو ينحدر من أسرة رياضية، ولديه طفلين "كاترينا ماريا" و "دافيد" من طليقته"سيمون كان". وقد بدأ حارس فريق بايرن ميونخ والمنتخب الألماني مسيرته الرياضية وهو في السادسة من عمره مع أشبال فريق كارلسروه، وأصبح يتدرج في صفوف الفريق حتى أصبح الحارس الأساسي في فريق المحترفين، وفي الموسم الرياضي88/1989 جلس لأول مرة في كابينة الاحتياط مع الفريق الأول، حتى لعب عام 1990 مباراته الأولى مع فريق كارلسروه في الدوري الألماني"البونديسليغا". ومنذ ذلك الحين أصبح الحارس رقم واحد في الفريق حتي انتقاله إلى فريق بايرن ميونخ الألماني عام 1994 في أكبر صفقه علي مستوي حرّاس المرمى قدرها 4.6 مليون مارك (2.3مليون يورو). تولى قيادة الفريق خلفا لتوأمه الروحي شتيفان افينبيرغ ومازال قائد الفريق حتي الآن. وقد كان للعملاق اوليفر كان الفضل الكبير في تحقيق فريق بايرن ميونخ عدّة بطولات، حيث قاد الفريق للفوز بالدوري ست مرات وكأس ألمانيا خمس مرات ناهيك عن بطولة كأس أوروبا للفرق أبطال الدوري للموسم 00/2001 وكأس الاتحاد الألماني لكرة القدم وكأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مرة واحدة.
مسيرته مع المنتخب الألماني
كانت بدايته مع المنتخب عام 1996 في بطولة كأس أوروبا عندما أحرزت ألمانيا اللقب، وكان اوليفر كان وقتها هو الحارس البديل للمنتخب ولم يشارك في أي من مباريات المنتخب. وبما أنّ شخصية حارس المرمي كانت دائما هي الأهم في كرة القدم لألمانية، فقد كان اوليفر هو الشخصية الأهم في كأس العالم 2002 والتي أقيمت في كوريا واليابان وكانت هي التجربة الحقيقية له مع المنتخب الألماني، فقد كان هذا اللاعب على درجة من الأهمية حتى أنّ الصحف كتبت قائلة: "لم تلعب ألمانيا في كأس العالم، بل بلد أوليفر كان هي التي كانت تلعب". أبهر اوليفر كان الجميع عندما ذاد عن مرماه ووصل بفريقه الى المباراة النهائية بفضل جهوده الخارقة، وفرض ذلك الأداء احترام الجميع له. وصفته الصحف اليابانية "بالحارس الذي لا يبتسم أبدا". قاد كان أيضا منتخب بلاده في كأس الأمم الأوروبية في البرتغال، ولكن هذه المرّه عبس الحظ في وجه المنتخب الألماني الذي خرج من الدور الأول للبطولة.
ألقاب وآمال مستقبلية
حقّق اوليفر كان لقب أفضل لاعب في العالم عامي 99 و 2002 بعد نهائيات كأس العالم في كوريا واليابان، ولن تنسى الجماهير الألمانية منظره وهو يحاول حبس الدموع من عينيه التي رآها الجميع لأول مرّة حين أوقف راقصو السامبا زحف الماكينة الألمانية في المباراة النهائية، ليجلس الأسد متحسرا أمام باب عرينه الذي أقتحم. ولكن تبقي أمال الجماهير الألمانية معلقه بحارسها أوليفر كان الذي يأمل بدوره ايضا في حمل كأس العالم لأول مرّه في بلده التي ستنظم كأس العالم 2006 والتي سيختم بها مسيرته في حماية عرين بلاده على المحافل الدولية. أمّا عقده مع فريقه بايرن ميونخ فقد تمّ تمديده حتي عام 2008