أوكرانيا- هجمات روسية وإيران ترفض اتهامات بدعم موسكو بمسيرات
٢٢ أكتوبر ٢٠٢٢شنت روسيا هجمات صاروخية جديدة على أجزاء عدة في أوكرانيا، ما دفع السلطات إلى اطلاق صافرات الإنذار من غارات جوية في مختلف أنحاء البلاد اليوم السبت (22 أكتوبر/تشرين الأول 2022).
وتحدثت السلطات ووسائل الإعلام الأوكرانية عن وقوع انفجارات في مدينة ريفن بشمال غرب البلاد، وفي منطقة كييف الكبرى وفي أوديسا بين مناطق أخرى.
وقالت السلطات في العاصمة إن نظام الدفاع الجوي نشط. وكشف مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيش عن اعتراض خمسة صواريخ موجهة صوب كييف .
وأكد عمدة كييف فيتالي كليتشكو أيضا وقوع هجمات في العاصمة. وكتب عبر قناته على تطبيق تليجرام "صافرات الإنذار من الغارات الجوية مستمرة"، ونصح المواطنين بالبقاء داخل ملاجئ الغارات الجوية.
اتصالات روسية-أمريكية "نادرة"
وأجرى وزيرا الدفاع الأمريكي لويد أوستن والروسي سيرغي شويغو اتصالاً الجمعة لأول مرة منذ أشهر، فيما أكدت واشنطن في هذه الاثناء أنها لا تلمس أي نية لدى الكرملين في خوض نقاش يهدف إلى وقف الحرب في أوكرانيا.
وشدد أوستن خلال هذه المكالمة الهاتفية النادرة على "أهمية إبقاء قنوات التواصل" في وقت يخشى الغرب دخول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سباق نحو استخدام السلاح الذري في حربه في أوكرانيا، وفق ما أفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
ولم يكشف البنتاغون تفاصيل إضافية عن الحديث، لكن وزارة الدفاع الروسية أوضحت في وقت سابق أن الوزيرين ناقشا "قضايا راهنة عدة تتصل بالأمن الدولي، من ضمنها الوضع في أوكرانيا".
كما تحدث أوستن إلى وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف وأكد له "التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم قدرة أوكرانيا على التصدي للعدوان الروسي".
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في وقت لاحق أن واشنطن تعتزم الإبقاء على اتصالاتها مع موسكو، غير أن أي تواصل دبلوماسي على مستوى أعلى غير مطروح في الوقت الحاضر إذ إن ذلك رهن بنية بوتين في "وقف عدوانه".
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا "لا نرى مؤشراً في هذا الاتجاه. بل على العكس، نرى روسيا تمضي أبعد وأبعد في عدوانها".
ويبقى من المستبعد في الوقت الحاضر أن تجري محادثات بين بوتين ونظيره الأمريكي جو وبايدن. وصرح الرئيس الروسي في منتصف تشرين الأول/أكتوبر أنه لا يرى جدوى في إجراء محادثات مع بايدن، حتى في سياق قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في تشرين الثاني/نوفمبر في إندونيسيا.
مطالب بزيادة مخصصات الدفاع والخارجية الألمانيتان
وفي ذات السياق دعت وزارتا الدفاع والخارجية الألمانيتان إلى زيادة مخصصاتهما العام المقبل أكثر مما كان مخططاً لها مسبقا من أجل الدعم العسكري لأوكرانيا.
وطالبت كريستينه لامبرشت وأنالينا بيربوك وزيرتا الدفاع والخارجية على التوالي في خطاب لوزير المالية كريستيان ليندنر، والذي أطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية اليوم السبت، بزيادة المخصصات المخطط لها في ميزانية العام المقبل من 697 مليون يورو إلى 2.2 مليار يورو.
وبحسب البيانات، فإن نفقات هذا العام تُقدر بنحو ملياري يورو.
وطالبت الوزيرتان أيضاً ليندنر بزيادة تفويض الإيفاء بالالتزامات المخطط له من 100 مليون يورو إلى مليار يورو. ويتيح هذا التفويض إمكانية الدخول في التزامات بأداء نفقات خلال السنوات المقبل على نحو ملزم قانوناً.
وجاء في الخطاب المصنف على أنه "مسألة سرية - للاستخدام الرسمي فقط" - أي أدنى مستوى من السرية - أن تقديرات الميزانية الحالية "تقلل من مساحات التصرف إلى حد أدنى لم يعد مقبولاً سياسياً".
وأضافت الوزيرتان أن مثال أوكرانيا يوضح مدى فعالية وسرعة الحكومة الألمانية في المساعدة وقت الحاجة عبر مبادرة التدرب العسكري. وجاء في الخطاب: "بهذه الطريقة يمكن لألمانيا أن تتحمل بشكل ملموس وواضح المسؤولية التي يتوقعها منا شركاؤنا الدوليون، وفي الوقت نفسه حماية مصالحها الاستراتيجية".
من جهته ذكر المستشار الألماني أولاف شولتس أن إعادة إعمار أوكرانيا بعد انتهاء الحرب الروسية ستكون مهمة طويلة الأمد للمجتمع الدولي.
وقال شولتس في رسالته الأسبوعية عبر الفيديو اليوم السبت قبل انطلاق مؤتمر دولي على مستوى الخبراء بشأن إعادة إعمار أوكرانيا في برلين يوم الثلاثاء المقبل: "إعادة الإعمار ستكون مهمة كبيرة للغاية... سيتعين علينا استثمار الكثير لتحقيق إعادة الإعمار بشكل جيد"، موضحا أنه لا يمكن لأوكرانيا والاتحاد الأوروبي القيام بذلك بمفردهما، وقال: "لا يمكن أن يفعل ذلك سوى المجتمع الدولي بأسره، الذي يدعم أوكرانيا الآن. وعليه أن يقوم بذلك لفترة طويلة".
وذكر المستشار الألماني أنه "من المهم ألا نكتفي الآن بتحديد ما يجب القيام به على وجه التحديد، وأين يجب القيام بالاستثمارات، وكيف يمكن تنظيم إعادة الإعمار، بل يتعينن علينا أيضا أن نفكر في عدد السنوات الكثيرة والعقود التي سيستغرقها إعادة الإعمار بتمويل المجتمع الدولي"، موضحا أن هذا هو سبب دعوته إلى المؤتمر مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين بصفته رئيسا لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى هذا العام، وقال: "يتعلق الأمر بأن نقدم الآن بادرة أمل بتحسن الأمور في خضم هول الحرب".
تنديد إيراني
من ناحية أخرى، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران نددت بشدة اليوم السبت بمطالبة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الأمم المتحدة بالتحقيق فى الاتهامات بأن روسيا استخدمت طائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني إن دعوة ما يسمى بالثلاثي الأوروبي أمس الجمعة "خاطئة ولا أساس لها" وإنه "تم رفضها وإدانتها بشدة".
وتقول أوكرانيا إن روسيا تستخدم طائرات مسيرة هجومية إيرانية الصنع من طراز شاهد-136 التي تحوم نحو هدفها وتنفجر عند الاصطدام بالهدف.
وتنفي طهران إمداد موسكو بطائرات مسيرة، كما تنفي روسيا أن تكون قواتها استخدمت طائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة أوكرانيا.
وذكر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية نقلا عن كنعاني "حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في سعيها لحماية مصالحها القومية وتأمين حقوق الشعب الإيراني النبيل، تحتفظ بحق الرد على أي أفعال غير مسؤولة". وأضاف دون ذكر تفاصيل "لن نتردد في الدفاع عن مصالح الشعب الإيراني".
وطالبت البلدان الأوروبية الثلاثة، في خطاب وقع عليه مبعوثوها لدى الأمم المتحدة واطلعت عليه رويترز، الأمم المتحدة بفتح تحقيق، وقالت إن استخدام الطائرات المسيرة ينتهك قرار مجلس الأمن بالأمم المتحدة رقم 2231 الذي يصدق على اتفاق إيران النووي المبرم في 2015.
ع.ح./ع.أ.ج. (أ ف ب، د ب أ، رويترز)