أوروبا تنتقد "جدار ترامب" بحق ـ لكن ماذا بشأن جدرانها؟
٢٦ يناير ٢٠١٧دفع الفشل في وقف تدفق الهجرة غير النظامية وتصاعد المد الشعبوي في عدد من الدول إلى تشديد سياسات اللجوء ببناء المزيد من الجدران. فالجدار، الذي يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبنائه بين الولايات المتحدة والمكسيك ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير. فقد أحصت إليزابيث فاليه الباحثة في جامعة كيبيك الكندية ما لا يقل عن 66 جدارا لردع المهاجرين عام 2016، فيما لم يكن هذا العدد يتجاوز 16 بعد سقوط جدار برلين عام 1989.
وبهذا لشأن أوضح كريم الواسطي من منظمة برو أزول الألمانية التي تعني بشؤون اللاجئين في حوار مع DW أن "أوروبا تبني جدرانها العازلة منذ سنين طويلة، فماذا يجري في سبتة ومليلية بين المغرب وإسبانيا، حيث تم بناء حائط بطول 19 كيلومترا وارتفاع ستة أمتار. ما الفرق بين هذا الجدار وجدار ترامب؟ هناك جدران أخرى، كالجدار بين بلغاريا وتركيا، بل وحتى داخل أوروبا كالجدار بين هنغاريا وصربيا".
جدران تؤثث تضاريس أمريكا وأوروبا
ليس دونالد ترامب هو من أتى بفكرة بناء جدار عازل؛ ففي الفترة ما بين 2006 و2010، بنت واشنطن جدارا يفوق طوله ألف كيلومتر على الحدود المكسيكية وزودته بأضواء كاشفة وكاميرات مراقبة. وشهدت فكرة الجدران "انتعاشة" في أوروبا بعد تدفق أكثر من مليون شخص هربا من حروب الشرق الأوسط خصوصا الحرب في سوريا.
وزادت الدول الأوروبية من إجراءات ردع المهاجرين وطالبي اللجوء سواء في دول المعبر أو في البلدان التي يرغبون الاستقرار فيها. وبهذا الصدد أوضح الواسطي أن"اللاجئ الذي يصل إلى أوروبا يُحتجز في مراكز بدول لا تستطيع أن تقوم بواجباتها الإنسانية، كاليونان مثلا، حيث يعيش آلاف اللاجئين في ظروف تعيسة جدا".
وفي المجر، أحد بلدان العبور الأساسية شيدت حكومة فيكتور اوربان اليمينية في أيلول / سبتمبر 2015، جدارا شائكا يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار على حدودها مع صربيا التي يبلغ طولها 175 كيلومترا. كما بنت جدارا مماثلا على طول حدودها مع كرواتيا. وأقدمت سلوفينيا على خطوة مماثلة بإقامة أسلاك شائكة على طول 150 كيلومترا على حدودها مع كرواتيا. وطبقت النمسا نفس التوجه ببنائها لجدار على حدودها مع سلوفينيا. ونفس الخطوة أقدمت عليها دول أوروبية أخرى كمقدونيا وبلغاريا واليونان وفرنسا.
ترامب واستعادة "السيطرة على الحدود"
إضافة إلى الجدار اقترح ترامب إقامة خمسة آلاف مركز إضافي للشرطة المكلفة بمراقبة الحدود والتي يبلغ عدد عناصرها الآن 21 ألفا، وكذلك ما لا يقل عن عشرة آلاف عميل إضافي في شؤون الهجرة. كما يسعى ترامب لتسريع عمليات طرد المهاجرين غير النظاميين، الذين أوقفوا خلال محاولة عبورهم إلى الولايات المتحدة. وكذلك بناء مراكز مراقبة استقبال جديدة وتخصيص عدد أكبر من القضاة لشؤون الهجرة حتى يكون بإمكانهم إصدار إحكامهم في عين المكان وسريعا.
وينص المرسوم، الذي وقعه ترامب على إعطاء الأولوية لطرد المدانين بارتكاب جرائم أو الملاحقين بتهمة التزوير للحصول على المساعدات الاجتماعية والذين صدر أمر بترحيلهم أو أي شخص آخر يشكل تهديدا للأمن القومي. كما يمكن أن تلجأ الولايات المتحدة لفرض قيود على منح تأشيرات لمواطني الدول التي تمتنع عن استقبالهم بعد طردهم من الولايات المتحدة.
ورغم هذا التشديد غير المسبوق، فإن كريم الواسطي أوضح أن "منظمة برو أزول تعتبر إستراتجية اللجوء واحدة في أوروبا والولايات المتحدة وإن كانت الطرق مختلفة، فهي تقوم على منع الباحثين عن الحماية من الحصول عليها".
وأضاف الواسطي أن "الأسوأ في الأمر هو نقل الاتحاد الأوروبي لحدوده إلى عمق إفريقيا، فهناك اتفاقيات لردع اللاجئين مع بلدان معروفة بحكوماتها القمعية". واستطرد قائلا "الاتحاد الأوروبي يريد صرف مبالغ خيالية لصد وردع اللاجئين"، كما أبرم 75 اتفاقا مع بلدان مختلفة هدفها منع اللاجئين من الوصول إلى أوروبا.
حسن زنيند