أوباما يصعد اللهجة ضد مبارك وينتقد خطابه
١١ فبراير ٢٠١١صعد الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الخميس من اللهجة ضد نظام حسني مبارك معتبراً أن الإصلاحات التي أعلنها الرئيس المصري "غير كافية"، وداعياً القاهرة إلى رسم طريق واضح "بدون أي التباس" نحو الديمقراطية. وقال أوباما في بيان اتسم بلهجة حازمة إن "المصريين تلقوا تأكيداً بأنه سيكون هناك انتقال للسلطة ولكن من غير الواضح حتى الآن أن هذا الانتقال سيكون فوريا وواضحاً وكافياً".
وصدر بيان البيت الأبيض هذا بعد ساعات من إعلان الرئيس المصري نقل صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان ولكن بدون أن يستقيل، كما كان يأمل المصريون، الذين يحتجون على سلطته منذ 17 يوماً. وأضاف أوباما في بيانه أن "الكثير من المصريين ما زالوا غير مقتنعين بجدية الحكومة في عملية انتقال حقيقية إلى الديمقراطية والحكومة مسؤولة عن التحدث بوضوح إلى الشعب المصري والعالم". ورأى الرئيس الأميركي أنه "لا بد للحكومة المصرية من أن ترسم طريقاً يتمتع بمصداقية وعملية وبدون أي التباس نحو ديمقراطية حقيقية ولم تنتهز بعد هذه الفرصة".
دعوة للتحلي بضبط النفس
وفي البيان نفسه، الذي لم يرد فيه اسم مبارك إطلاقاً وصدر بعد ساعات على خطاب الرئيس المصري إثر اجتماع طارئ لفريق الأمن القومي الأميركي، حذر أوباما من لجوء السلطات المصرية إلى العنف. وفي هذا السياق أورد البيان: "يجب أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس. يجب تجنب العنف بأي ثمن"، مؤكداً أنه "من الضروري ألا ترد الحكومة على تطلعات شعبها بالقمع أو بأعمال وحشية". وجدد أوباما أيضاً دعوته إلى "احترام الحقوق العالمية للمصريين" وإنهاء حالة الطوارئ المطبقة منذ حوالي ثلاثين عاما في البلاد، والتي تعطي صلاحيات واسعة لقوات الأمن.
"تحول ديمقراطي منظم ولا رجعة فيه في مصر"
من جانبها قالت مفوضة الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في وقت متأخر من مساء أمس الخميس إنه يجب على الحكومة المصرية أن تتحرك بسرعة باتجاه انتخابات حرة وديمقراطية. وأضافت أشتون أن "تحولاً منظماً ولا رجعة فيه نحو الديمقراطية وانتخابات حرة ونزيهة هدف مشترك للاتحاد الأوروبي والشعب المصري، ورفع حالة الطوارئ خطوة إلى الأمام ولابد أن ينفذ في أقرب وقت ممكن". ويأتي البيان بعد خطاب الرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي بثه التلفزيون المصري والذي أعلن فيه نقل صلاحياته لنائبه وفقاً للدستور المصري، لكنه رفض ترك منصبه محطماً آمال المحتجين الذين كانوا يتوقعون تنحيه عن الحكم بشكل كامل.
وقالت أشتون: "يتحتم تلبية مطالب وآمال الشعب المصري، وهم من يحددون ما إذا كانت الخطوات التي أعلنها الرئيس مبارك تحقق أمالهم وتطلعاتهم (...) الرئيس مبارك لم يفتح بعد الطريق أمام إصلاحات أسرع وأعمق".
موجة جديدة من المتظاهرات
ميدانياً تجمع المتظاهرون الغاضبون من رفض الرئيس المصري حسني مبارك التنحي عن السلطة في وقت مبكر اليوم الجمعة استعداداً لموجة جديدة من الاحتجاجات، من المقرر أن يشارك فيها ملايين المصريين آملين أن يصلوا في نهاية المطاف إلى الإطاحة به. وتوقع المتظاهرون أن يعلن مبارك استقالته أمس الخميس، لكنه بدلا من ذلك، قال في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إنه سيبقى في منصبه حتى انتهاء ولايته. وأوضح أنه سينقل سلطاته إلى نائبه عمر سليمان بما يتوافق مع الدستور، إلا أنه لم يحدد السلطات التي سلمه إياها. ونظم أنصار المعارضة الغاضبون والمحبطون احتجاجات خلال الليلة، متجاهلين بذلك دعوات أطلقها سليمان لإنهاء الاحتجاجات في البلاد. وتجمع عشرات الآلاف في ميدان التحرير، أكبر الميادين بوسط العاصمة المصرية القاهرة، في وقت مبكر اليوم الجمعة، كما احتشد متظاهرون أمام المقر الرئاسي بقصر العروبة ومبنى الإذاعة والتليفزيون.
(ع.غ/ أ ف ب/ د ب أ/ رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي