أنصار أوجلان ينتظرون منه "إعلانا تاريخيا" لوقف القتال
٢٠ مارس ٢٠١٣بعد أشهر من التخطيط الدقيق مع وكالة الاستخبارات التركية، من المنتظر أن يطلق زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان يوم غد الخميس (21 آذار/ مارس 2013) دعوة "تاريخية" لوقف إطلاق النار كما قال نواب أكراد للصحافيين بعدما عقدوا لقاءا معه الاثنين الماضي. وهذه الدعوة التي تم الحديث عنها منذ أسابيع تأكدت عقب الزيارة الثالثة التي قام بها وفد من نواب حزب السلام والديمقراطية الكردي التركي إلى مؤسس حزب العمال الكردستاني في سجنه في جزيرة إيمرالي الواقعة في بحر مرمرة على مسافة غير بعيدة من اسطنبول.
وستسلم رسالة أوجلان إلى نواب أكراد يقومون بتلاوتها أمام حشد كبير متوقع في مدينة دياربكر ذات الغالبية الكردية في مناسبة عيد النوروز أو رأس السنة الكردية يوم غد الخميس. وسيتابع معظم سكان تركيا البالغ عددهم 75 مليون شخص النداء الذي سيبث مباشرة عبر محطات التلفزة والإذاعات.
والوثيقة التي أعدها أوجلان من سجنه في جزيرة ايمرالي تم عرضها على مسؤولين في جبال قنديل وعواصم أوروبية وأنقرة للتشاور حولها حتى وصلت إلى صيغتها النهائية "كخارطة طريق للسلام". وبعد رسائل الرد التي تلقاها أوجلان، أعلن الزعيم الكردي للوفد الكردي الذي زاره أنه "آن الأوان لحل مسالة الأسلحة بسرعة وبدون أن تهدر المزيد من الأرواح". وقال أوجلان في رسالة تلاها أحد زواره صلاح الدين دميرطاش رئيس حزب السلام والديمقراطية أن إعلان وقف إطلاق النار "الذي يصادف الاحتفالات بعيد النوروز سيكون تاريخيا". وأضاف أوجلان في الرسالة "سيشمل النداء معلومات سارة تتعلق بالشقين العسكري والسياسي لحل".
البحث عن الثقة
وقد أوقع النزاع الكردي المسلح ضد أنقرة حوالي 45 ألف قتيل منذ العام 1984. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد كشف في أواخر السنة الماضية عن محادثات السلام التي تجري بين الطرفين. لكن المعارضة القومية في البلاد سارعت إلى التنديد بالمحادثات ووصل زعيمها دولت بهجلي إلى حد اتهام أردوغان "بالخيانة، وبيع البلاد إلى مجموعة من رجال العصابات الدمويين".
وأردوغان الحريص على التوصل إلى حل قال إنه سيجازف في هذه المسالة حتى لو كلفه الأمر مسيرته السياسية، رافضا الاتهامات بأن أنقرة تقدم تنازلات إلى أوجلان لكي يعلن وقف إطلاق النار. وقال في تصريحات متلفزة الثلاثاء "لا نخفي شيئا عن أحد، قد نكون لا نتحدث كثيرا عن الأمر لكن ذلك بسبب حساسية العملية. وكل ما نقوم به هو لمصلحة الأمة".
ووقف إطلاق النار إذا أعلن الخميس، سيكون الخامس على الأقل الذي يصدر عن أوجلان، لكن في السابق غالبا ما واجه عراقيل ولم يتم الالتزام به بسبب انعدام الثقة بين حزب العمال الكردستاني وعدوته أنقرة. وردا على سؤال حول ما إذا سيكون النداء الجديد ناجحا قال وزير العدل التركي سعد الله ارجين "ليس هناك ضمانات". وأضاف للصحافيين "لكننا نعلم ما سيحصل إذا لم ينجح". ويتوقع ناشطون أكراد ونواب أن تتجاوز الدعوة الخميس وقف إطلاق النار لتصل إلى وضع خطة سياسية تحدد تفاصيل وقف النار والانسحابات مقابل اعتراف دستوري أوسع بحقوق الأكراد الأتراك البالغ عددهم حوالى 15 مليون شخص وكذلك بلغتهم.
وحكم على أوجلان، الذي أوقف قبل نحو 14 عاما في كينيا، في بادئ الأمر بالإعدام شنقا لإدانته بـ "الخيانة" لكن جرى تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة. ووضع أوجلان في عزلة إلى حد كبير ولا توجد اتصالات تربطه بالقياديين الميدانيين. وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني كجماعة إرهابية.
بيد أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان شجع الاتصالات معه منذ الصيف الذي شهد تدهورا حادا للنزاع مع تصاعد عنف المقاتلين واتساع نطاق عمليات اعتقال النشطاء الأكراد في جنوب شرق تركيا. وفي خطوة مبدئية لتعزيز الثقة أطلق حزب العمال الكردستاني سراح ثماني رهائن أتراك الأسبوع الماضي بعد أن احتجزهم في قواعده بشمال العراق لمدة عامين.
ي ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز)