أموال بايرن متهمة بإفساد متعة بوندسليغا.. فماذا قررت يويفا؟
٢٩ مارس ٢٠١٧رغم أنه ما زال هناك أكثر من شهر ونصف، بما يوازي تسع جولات، على ختام الدوري الألماني إلا أن درع البطولة سيبقى على ما يبدو في "زيبنر شتراسه" (مقر بايرن ميونيخ)، كما حدث في السنوات الأربعة الماضية، ما يسبب في زيادة الملل لدى جمهور وعشاق البوندسليغا.
هيمنة بايرن على مقدرات البطولة لخمس سنوات متتالية يثير مخاوف لدى كثيرين ومن بينهم كريستيان زايفرت، رئيس مجلس إدارة الدوري الألماني "البوندسليغا"، الذي صرح لمجلة كيكر قبل أيام "في إنجلترا يعلن خمسة أندية قبل أي موسم أن هدفهم الفوز باللقب وفي إيطاليا ثلاثة أندية وفي إسبانيا ناديان، أما في ألمانيا فيعلن 17 ناديا (من إجمالي 18 ناديا) أنه لا حديث عن ملاحقة (بايرن)، وهذا أمر لابد أن يتغير في وقت ما."
ويقول توماس كيستنر، المحرر بجريدة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، التي تصدر في ميونيخ إن "عالم (كرة القدم) يعيش من خلال التشويق، وعدم التنبؤ (بالمنتصر في النهاية)، وهذا فقط هو ما يمكنه خلق منافسة حقيقية." وعندما لا يعد هناك وجود للمنافسة وتكون النتيجة متوقعة ومحسوبة ستأتي لحظة ما يدير فيها جزء من جمهور الكرة ظهره لها، يتابع كيستنر. ويوضح المحرر الرياضي أن "تراجع التشويق والإثارة زاد إلى حد بعيد، لدرجة أن كبار مديري الأندية المرتاحة ذاتها، لم يعودوا يخفون قلاقلهم تجاه عالم الكرة."
والآن يريد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نفسه التدخل لإحداث التغيير وليس من المستبعد أن يقوم "اليويفا" بإدخال تعديلات في قواعد المنافسة. والأمر هنا لا يتعلق ببايرن ميونيخ وحده وإنما بالأندية الكبرى المهيمنة في أوروبا مثل يوفنتوس وريال وبرشلونة، حسب ما كتب موقع "فوكوس" الألماني.
اقتباس نظم أمريكية
ويدرس الآن السلوفيني ألكسندر شفرين (49 عاما)، الرئيس الجديد للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ما يعتبره "هيمنة واضحة" لأندية بعينها في الدوريات الأوروبية. وبناء على ما ذكرته صحيفة "زود دويتشه " فإن شفرين طرح للنقاش بالفعل "هيمنة حفنة من أندية القمة في أوروبا" والبحث عن مقترحات لمواجهتها خلال اجتماع يويفا في منتجع "اشتوريل" غربي العاصمة البرتغالية لشبونة.
ولأجل إعادة التشويق المفقود للبطولات في أوروبا يفكر شفرين في نظم بعينها أثبتت نفسها في المنافسات الرياضية في الولايات المتحدة. حيث توجد نظم يضع "سقفا أعلى" لرواتب اللاعبين المحترفين وقواعد محددة للتعاقد مع الناشئين الموهوبين. ويرى شفرين أن مثل تلك النظم ستمكن من إحداث توازن في المنافسة في أوروبا.
وقال رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "علينا ألا نسمح للأندية الكبرى بالتعاقد مع كافة اللاعبين الموهوبين وقيامهم من خلال ذلك بدحر الأندية الصغيرة." وتابع ألكسندر شفرين "لا نحتاج للخوف من تغيير قواعد السوق والآليات، كأن نفرض مثلا ضريبة رفاهية أو أن نحدد حجم كوادر الفرق."
ويؤكد شفرين أن بداية هذا الأمر يجب أن ينطلق من الاتحادات الكروية للبلدان، وخصوصا في سوق الانتقالات. حيث تكون الأمور سهلة بالنسبة للأندية الغنية، بسبب قدراتها المالية، وبسبب تفضيل المواهب الناشئة، بطبيعة الحال، الانتقال إلى الأندية صاحبة الأسماء الكبرى، حسب زود دويتشه تسايتونغ.
ويبدو من تصريحات رئيس اليويفا أنه متشجع لإنهاء هيمنة الأندية الكبرى، لكن السؤال المهم الآن يتعلق بمدى استعداد تلك الأندية للتجاوب معه في مساعيه، التي لو نجحت؛ فستقلل بالطبع من أرقامها القياسية في البطولات وعائداتها المالية.