اعتزال أوزيل ـ قلق من التداعيات على صورة ألمانيا في الخارج
٣٠ يوليو ٢٠١٨قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بشأن قضية اعتزال مسعود أوزيل "الأمر يُضر بصورة ألمانيا، إذا تولد الانطباع بأن العمل بالعنصرية عندنا عاد ليصبح جاريا". جاء ذلك في تصريح لصحيفة بيلد الواسعة الانتشار في عددها الصادر اليوم (الاثنين 30 يوليو/ تموز 2018). واستطرد ماس موضحا "للأسف أظهر النقاش (بشأن قضية أوزيل) أمرا مُرًا، هو مدى العداء الذي يتعرض له المهاجرون عندنا (..) من المخجل أيضا بالنسبة لبلدنا النسبة المرتفعة للاعتداءات المعادية للسامية وللأجانب".
ويذكر أن المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر وجه لهايكو ماس، انتقادات حادة على خلفية تصريحاته الأولى في واقعة اعتزال مسعود أوزيل التركي الأصل، حين قال في تصريحات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ": "لا يمكن ببساطة احتمال" أن يدلي وزير خارجية بدلوه في النقاش حول لاعب ألماني صاحب جذور تركية على النحو الذي فعله ماس مؤخرا. وأضاف شرودر أن تعليقات ماس "الباهتة" عن أوزيل "لا علاقة لها مطلقا" بتصورات الاشتراكيين الديمقراطيين عن الاندماج. يذكر أن ماس ينتمي أيضا إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وكان ماس صرح الاثنين الماضي بقوله إنه "لا يعتقد أن واقعة صاحب ملايين يعيش ويعمل في انجلترا يمكن أن تعطي معلومات عن كفاءة الاندماج في ألمانيا". وعقب شرودر على ذلك بقوله إن ماس بكلامه لم يتهم أوزيل بشكل غير مباشر بأنه يكسب الكثير من المال ولا يعيش حاليا في ألمانيا، وحسب، بل إنه شكك بطريقة ما في أن "أوزيل لا انتماء له هنا على نحو صحيح"، مشيرا إلى أن تصريحاته هذه استفاد منها هؤلاء الذين رفضوا أوزيل بسبب الأصول التركية لعائلته.
غير أن ماس كان قد دعا في نقاش العنصرية في واقعة أوزيل، إلى مكافحة كراهية الأجانب، وقال في تصريحات لصحف مجموعة (فونكه) الألمانية الصادرة يوم الأربعاء: "بصرف النظر عن واقعة أوزيل، الأمر بالغ الوضوح: يتعين علينا التصدي بحسم بالغ لأي شكل من أشكال العنصرية ومعاداة الأجانب... مهمتنا جميعا الدفاع عن القيم التي تصنع بلدنا: التسامح والتنوع والحرية".
من جهتها، دعت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج آنيتا فيدمان ـماوتس (من الحزب الديموقراطي المسيحي بزعامة ميركل) إلى محاربة العنصرية في الحياة اليومية وقالت إن ذلك مهمة كل مواطن. وقالت في تصريحات لمجموعة فونكه اليوم "إن الأمر يبدأ باللغة، وبرفض حازم للتمييز في المدرسة، وحين التقدم لوظائف وفي أماكن العمل وفي الحياة اليومية لكل واحد منا".
وبدأ الجدل على خلفية إعلان أوزيل، لاعب فريق أرسنال الإنجليزي، اعتزاله اللعب دوليا مع المنتخب الألماني على خلفية الانتقادات الحادة التي وجهت إليه بسبب صوره مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل بطولة كأس العالم التي اختتمت بروسيا في 15 تموز/ يوليو الجاري. واتهم أوزيل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل وقادة آخرين في الاتحاد، بالتمييز العنصري ضده. وفي بيان نشره على عدة أجزاء عبر حسابه على "تويتر" كتب أوزيل: "في نظر غريندل ومساعديه أنا ألماني عندما نفوز، لكني أصبح مهاجرا عندما نخسر... لا ينبغي بعد الآن السماح بعمل أفراد ذوي خلفيات عنصرية تمييزية في أكبر اتحاد كرة قدم في العالم، الذي يضم لاعبين منحدرين من عائلات ذات أصول مختلفة".
ح.ز/ م.س (أ.ف.ب، د.ب.أ)