تمديد فترة بقاء القوات الألمانية في أفغانستان
٢٨ سبتمبر ٢٠٠٦بأغلبية ساحقة مدد البرلمان الألماني (بوندستاج) يوم الخميس (28 سبتمبر/ أيلول 2006) مدة بقاء القوات الألمانية في أفغانستان لمدة سنة إضافية تنتهي منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام القادم 2007. وتتمركز هذه القوات، التي يبلغ عددها 3000 آلاف جندي في شمال البلاد، حيث تحاول حفظ الأمن في عدة مناطق هناك، كما تشكل قوة رئيسية في إطار القوات الدولية لحفظ الأمن في أفغانستان/ايساف.
وزير الدفاع الألماني يطالب باستراتيجية جديدة
سبق موافقة البرلمان على التمديد نقاش أظهر فيه المؤيدين مخاوفهم من تدهور الوضع الأمني في عدة مناطق أفغانية، لاسيما الجنوبية منها. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية فرانك- فالتر شتاينماير أن السكان هناك لم يلاحظوا تقدم ملموس في عمليتي حفظ الأمن وإعادة البناء حتى الآن، مما يجعلهم عرضة لنفوذ حركة طالبان، التي تستغل الوضع وتقدم نفسها كبديل عن الدولة. وعلى ضوء الفجوة الأمنية القائمة طالب وزير الدفاع فرانس جوزيف يونغ (الاتحاد المسيحي الديمقراطي) بإتباع استراتيجية جديدة عمادها توفير حماية السكان والإسراع في إعادة البناء. وتشير تجربة الجيش الألماني في شمال أفغانستان على نجاح مثل هذه الاستراتيجية. ورفض الوزير فكرة نقل قوات الألمانية من الشمال إلى جنوب البلاد للمشاركة في العمليات العسكرية هناك، لأن ذلك سيزعزع الأمن في المناطق الشمالية، على حد تعبيره. أما رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر يورغن تريتين فأكد على عدم إمكانية ربح الحرب في أفغانستان عن طريق القوة فقط، الأمر الذي يحتم تعزيز حركة إعادة البناء جنبا إلى جنب مع القيام بمهام عسكرية.
السفير الألماني في كابول يتنبأ بكارثة
أما السفير الألماني في كابول، هانس اولريش زايدت فذهب بمخاوفه أبعد بكثير من البرلمانيين. فقد ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية إن زايدت حذر من كارثة قادمة أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان خلال اجتماع سري معها يوم الخميس (28 سبتمبر/ أيلول 2006). ونقلت الصحيفة عن شخص حضر الاجتماع إن السفير تنبأ بفقدان الحكومة الأفغانية لسيطرتها على الوضع في البلاد خلال سنة أو سنة ونصف إذا لم يتم تغيير السياسية الأمنية المتبعة حالياً.
توسيع انتشار الناتو
ويبدو أن المخاوف من وقوع كارثة دقت أبواب حلف الناتو، الذي قرر مجلسه اليوم في بروكسل توسيع رقعة عمل ايساف لتشمل مختلف أنحاء أفغانستان، مما يعني الحاجة إلى آلاف الجنود الإضافيين. وعلى ضوء ذلك يتوقع أن يطلب وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد من الدول المعنية إرسال المزيد من القوات لدى اجتماع وزراء دفاع حلف الناتو في سلوفينيا اليوم. ويبلغ عدد قوات ايساف في الوقت الحاضر نحو 20 ألفاً تشكل القوات غير الأمريكية ثمانية آلاف منها.
ويأتي قرار الناتو بزيادة عدد قواته العاملة في أفغانستان بهدف مواجهة الهجمات المتصاعدة لقوات طالبان في شرق البلاد قرب الحدود الباكستانية، فقد تصاعدت هذه الهجمات ثلاث مرات مؤخراً على حد قول ناطق عسكري أمريكي، مما ينذر بمزيد من التدهور على الصعيد الأمني. وأضاف المتحدث إن أسوأ الأوضاع في منطقة شمال وزيرستان حيث معارك كر وفر مع جماعات طالبان وجماعات أخرى متحالفة معها. ويعتقد عدد من المحليين ان هذه الجماعات تتخذ من باكستان مركزاً للقيام بعملياتها.