ألمانيا: تراجع التطرف اليميني وتزايد عداء الأجانب
٦ يونيو ٢٠١٤مقارنة بإثني عشر سنة مضت فإن التصورات اليمينية المتطرفة في ألمانيا في تراجع حسب دراسة لجامعة لايبتسيغ. فمنذ 2002 يقوم العلماء من جامعة لايبتسيغ بدراسة تطور الفكر اليميني المتطرف لدى الألمان مرة كل سنتين. في هذه السنة توصل الباحثون لنتيجة مفادها أن 5.6 بالمئة من الألمان لديهم أفكار يمينية متطرفة . الدراسة شملت 2500 شخص من كافة أنحاء ألمانيا.
لاحظ الباحثون المشرفون على الدراسة أن العداء تجاه الأجانب قد ازداد في ألمانيا، حيث أن واحدا على خمسة ألمان يوافق على الرأي القائل بأن "الأجانب يأتون إلى ألمانيا لاستغلال نظامها الاجتماعي". غير أن نسبة الألمان الذين يعتقدون ذلك أقل من نسبة 25 بالمئة التي أفصحت عنها آخر دراسة في عام 2012.
الرخاء يخفف الاستياء تجاه الأجانب
يرى العلماء أن هناك علاقة وثيقة بين التنمية الاقتصادية للبلد والمواقف اليمينية المتطرفة، فالرخاء يخفف من الاستياء تجاه الأجانب. غير أن الدراسة أكدت وجود مشاعر عدائية وعنصرية تجاه بعض الفئات الاجتماعية، الأمر يتعلق خصوصا بالمسلمين وغجر الروما، إذ يرفض نصف من شملتهم الدراسة المسلمين. كما أظهر 73.5 بالمئة من الألمان الغربيين و84.7 بالمئة من الألمان الشرقيين نظرة سلبية لطالبي اللجوء.
ولتحليل أسباب رفض هذه الفئات الاجتماعية، فإن العلماء توصلوا إلى أن المستجوَبين لديهم تصور أن هذه الفئات الاجتماعية لا تساهم في التنمية الاقتصادية للبلاد، غير أن الأجانب الحاصلين على تعليم جيد يُنظر إليهم بإيجابية. كما خلصت الدراسة إلى أن المشاعر العدائية تجاه الأجانب منتشرة في شرق ألمانيا أكثر من غربها.
معاداة الأجانب في الأحزاب الألمانية
الدراسة خلصت أيضا إلى أن التعليم هو الحل الوحيد للتخلص من الأفكار المتطرفة والعدائية، لأن المُستجوَبين الحاصلين على شهادة الثانوية العامة كانوا أقل عدائية للأجانب بنسبة 6.8 بالمئة في حين أن الذين لا يتوفرون على تلك الشهادة، كانوا معادين للأجانب بنسبة 20.8 بالمئة.
تظهر الدراسة أيضا أن المواقف اليمينية المتطرفة موجودة لدى أنصار جميع الأحزاب السياسية. ومع ذلك، فإنه من الملفت للنظر بالإضافة إلى أحزاب اليمين المتطرف، فإن حزب البديل من أجل ألمانيا ( AFD )الذي يناهض الوحدة الأوروبية، وجد صدى قويا له لدى الناخبين المعادين للأجانب والمعادين للسامية.