ألمانيا: اتفاق تشكيل الحكومة الائتلافية وأخبار سارة للمهاجرين
٢٧ نوفمبر ٢٠١٣بعد مفاوضات عسيرة اتفق حزبا الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي صباح اليوم على تشكيل حكومة الائتلاف القادمة. وقد تم إرجاء الإعلان عن الشخصيات التي ستشغل الحقائب الوزارية في الحكومة الائتلافية المنتظرة إلى حين موافقة أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي على اتفاقيةِ الائتلاف الحكومي.
اتفاق حول الجنسية المزدوجة والحد الأدنى للأجور
وكان النقاش حول الجنسية المزدوجة والحد الأدنى للأجور وفرض رسوم على عبور السيارات الأجنبية للطرقات الألمانية السريعة من أهم القضايا الخلافية، التي طغت على المفاوضات التي جرت على مدى حوالي شهرين بين أطراف التحالف.
بالنسبة لموضوع الجنسية حقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي مكاسب في ما يتعلق بمطالبه الاجتماعية الكبرى مثل إمكانية منح جنسية مزدوجة للأطفال الأجانب الذين يولدون على الأراضي الألمانية، حيث تم الاتفاق على تعديل قانون الجنسية الحالي. وبهذا لم يعد أبناء المهاجرين، الذي ولدوا في ألمانيا مجبرين على الاختيار بين الجنسية الألمانية أو جنسية البلد الأم بعد بلوغهم سن 23 على أبعد تقدير. وسيكون لهذا التعديل وقعا مهما على الجالية العربية والتركية بشكل خاص، حيث لن يعد هناك ضغط عليهم لاتخاذ القرار بشأن الجنسية التي يريدون الاحتفاظ بها وسيصبح بإمكانهم الجمع بين الجنسيتين.
على صعيد الأجور تم التوصل إلى حل وسط يتيح فرض حد أدنى يبلغ 8,50 يورو في الساعة اعتبارا من 2015، على أن يطبق على كافة القطاعات اعتبارا من 2017. إلا أن هناك تفاصيل عديدة تبقى بحاجة للتوضيح، خاصة وأن الاتحاد المسيحي مازال يضغط لاستثناء بعض المناطق الضعيفة اقتصاديا من هذا الاتفاق. تجدر الإشارة إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي جعل من تبني هذا الإجراء الأساسي شرطا ضروريا لأي اتفاق ائتلافي.
فرض رسوم على عبور السيارات الأجنبية
أما بخصوص فرض رسوم على عبور السيارات الأجنبية للطرقات الألمانية السريعة، فقد تم تحقيق تقارب بين الجانبين، حيث من المنتظر أن تتم بلورة قانون جديد يفرض رسوما على السيارات الأجنبية التي تستخدم هذه الطرق. ويعتبر موضوع الرسوم على عبور السيارات الأجنبية للطرقات الألمانية من القضايا الجوهرية التي شدد عليها الحزب المسيحي الاجتماعي في حملته الانتخابية.
بالإضافة إلى ذلك اتفق الجانبان على برنامج مشترك في مجال المعاشات التقاعدية ومسألة تمويل المشاريع، في حين تم استبعاد أي زيادات في الضرائب.
بانتظار موافقة قاعدة الحزب الاشتراكي الديمقراطي
ويعتزم الحزب الاشتراكي الديمقراطي استشارة أعضائه المقدر عددهم بحوالي 470 ألفا خلال النصف الأول من كانون الأول/ديسمبر القادم. وفي حال موافقة قاعدة الحزب يتوقع أن تنتخب ميركل في 17 كانون الاول/ ديسمبر من قبل مجلس النواب/ بوندستاغ على رأس حكومة "ائتلاف كبير" لولاية ثالثة لمدة أربع سنوات.