أغنية البوب الألمانية نحو النجومية
صحيح أن الموسيقى هي إحدى اللغات العالمية التي لا تحتاج إلى ترجمة، وصحيح أن غناء البوب غالباً ما يكون باللغة الإنجليزية. إلا أن تقدم وسائل الاتصال أتاح فرصة انتشار وتوسع هذا الغناء بلغات أخرى أيضاً. وهكذا دخلت الألمانية عالم البوب داخل أوروبا و خارجها. ولم يقتصر استخدامها لكتابة الأغاني من قبل المطربين والفنانين الألمان فقط، وإنما أيضاً من قبل مطربين عالميين آخرين.
الألمان لا يعطوا أغنيتهم حقها
قد يبعث الحديث عن النجاحات التي يحصدها المطربون الألمان في الخارج على الاستغراب بالمقارنة مع حجم ما نسمع أو نشاهد من أعمالهم عبر وسائل الإعلام في ألمانيا. يضاف لذلك إقبال الشباب الألماني على المنتجات الأمريكية والأوروبية أو حتى الأفريقية. وهذا ما يتوافق ورأي بيورن اكستينات مدير مكتب تسويق الموسيقى الألمانية في الخارج الذي يؤكد على أهمية ترويج الأغنية الألمانية لدى الجمهور الألماني وإقناعه بها. „ يعشق العالم بأسره الموسيقى الألمانية في الوقت الذي لا يدرك الألمان هذه الحقيقة."
الأغنية الألمانية عبر الأطلسي
باتت اللغة الألمانية الغنية بمحتواها الثقافي حافزاً للعديد من المطربين الغربيين على استخدامها كما هو حال فرقة ريكوتشي Ricochee الرومانية. فقد أصدرت هذه الفرقة أخر ألبوماتها بهذه اللغة التي ترى فيها استكمالاً للتأثير الألماني على الثقافة السلافية. أما فرقة كوفينانت Covenant السويدية التي تستخدم الألمانية أيضاً كلغة أساسية فترى في ألمانيا اكبر أسواقها التجارية على أساس أن الكثيرين من الألمان لا يفهمون النصوص الإنجليزية. وهذا ما دفع كذلك فرقة ايش ترويه Ich Troje البولندية إلى المشاركة في مسابقة أفضل أغنية أوروبية Eurovision عام 2003 بنص الماني. كما يوجد العديد من الفرق التي تناولت أغاني الثمانينات الألمانية و أخرجتها بشكل جديد. ويأتي في مقدمتها فرقة بوستيد busted الإنجليزية وفرقة غولدنفينغر Goldenfinger الأمريكية التي غنت "البالونات 99" للمطربة نينا، أكثر المطربات الألمانيات شهرة. وقد حاولت الفرقة بذلك الاستفادة من شهرة المطربة لتقدمها لجمهور كبير من الناطقين باللغة الألمانية في الولايات المتحدة يقدر عددهم بنحو 6 ملايين مواطن.
النجاح ليس متعلقاً باللغة فقط
يرى بيورن اكستينات أن نجاح الأغنية أو المطرب بشكل عام لا يعتمد على اللغة فقط بل على أمور عدة مثل توافق النصوص و الإيقاعات. يضاف لذلك أهمية التركيز على شكل العروض و إخراجها بشكل مميز. وخير مثال على ذلك نجاح فرقة "البناطيل الميتة" أو كما تسمى بالألمانية توتن هوزن Toten Hosen في تقديم عروض ضخمة في بيونس ايرس و غيرها من المدن العالمية. وكذلك هو حال فرقة ان اكستريمو In Extremo التي تلقت دعوات لإقامة عروض في المكسيك.