أعضاء حلف الناتو يبدون استعدادهم لإرسال خمسة آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان
٤ أبريل ٢٠٠٩أعلن البيت الأبيض اليوم السبت (4 أبريل/ نيسان) أثر ختام قمة حلف شمال الأطلسي في ستراسبورغ أن أعضاء الحلف ابدوا استعدادهم لنشر خمسة ألاف جندي إضافي في أفغانستان. وقال المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما، روبرت غيبس للصحافيين إن هؤلاء الجنود الـ5000 بينهم 3000 جندي سينتشرون في فترة الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في 20 آب/أغسطس المقبل في أفغانستان. وبين هؤلاء الجنود 900 بريطاني و600 ألماني و600 اسباني. كما سُيرسل إلى أفغانستان ما بين 1400 و2000 جندي لتشكيل 70 فريقا لتدريب الجيش الأفغاني يتراوح عدد أفراد كل فريق ما بين 20 إلى 40 مدربا.
وقد أشاد الرئيس الأميركي في ختام القمة باستعداد الحلف لإرسال جنود إضافيين إلى أفغانستان مرحبا بـ"تصميم" فرنسا وألمانيا على دعم هذا البلد. وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي في ختام القمة "أرحب بما أبداه حلفاؤنا في حلف شمال الأطلسي من دعم قوي وبالإجماع لإستراتيجيتنا الجديدة" في أفغانستان. وأشاد الرئيس الأمريكي بنظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الفرنسية انجيلا ميركل اللذين تشاركا في تنظيم هذه القمة. وقال إن "التعهدات التي برهنا عنها في أفغانستان دليل على التصميم الذي يتعاملان به مع تحديات حلف شمال الأطلسي".
أوباما يقنع أنقرة بالتخلي عن معارضة تعين راسموسين
وتوصل قادة الحلف إلى اتفاق بالإجماع على تعيين رئيس الوراء الدنمركي أندرس فوغ راسموسين أمينا عاما للحلف، خلفا لـ ياب دي هوب شيفر، وذلك بعد أن تخلت تركيا عن معارضتها لتعيين راسموسين. وقال رئس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده أسقطت معارضتها بعد "ضمانات" من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن يكون أحد نواب راسموسين تركياً وأن القادة الأتراك سيكونون في قيادة الحلف.
وسيتولى راسموسين المنصب حين يتنحى دي هوب شيفر من منصبه في نهاية تموز/ يوليو المقبل. ويعتزم راسموسين الاستقالة من منصبه كرئيس لوزراء الدانمارك مطلع الأسبوع المقبل، للتفرغ لمهام منصبة الجديد، وفقا لما أعلنه مصدر حكومي في كوبنهاغن اليوم السبت.
مظاهرات احتجاج صاخبة ضد قمة الناتو
وفيما تواصلت المظاهرات المناوئة لقمة الناتو، ذكرت الأنباء الواردة من مقر انعقاد القمة أن المتظاهرين أشعلوا النار ظهر السبت في أحد فنادق مدينة ستراسبورغ الفرنسية، التي تستضيف ختام القمة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مصادر الشرطة الفرنسية قولها إن مجهولين ألقوا بعبوات حارقة داخل أحد الفنادق وداخل العديد من المنازل المطلة على جسر نهر الراين، الذي شهد احتفالا رمزيا بمرور 60 عاما على تأسيس الحلف وعودة فرنسا إلى العضوية الكاملة فيه.
وكانت قوات الشرطة الفرنسية قد اضطرت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع للسيطرة على المئات من المتظاهرين الذين حاولوا في وقت مبكر من صباح اليوم السبت الوصول إلى وسط ستراسبورغ. كما أفادت وسائل إعلامية محلية أن المتظاهرين رشقوا الشرطة بالحجارة وردت الأخيرة بدورها بإطلاق غازات مسيلة للدموع، حيث اشتبك الجانبان على جسر بالقرب من وسط المدينة.
وتم نشر نحو عشرة آلاف من رجال الشرطة ورجال الدرك في أنحاء المدينة، التي تحولت ضواحيها الواقعة في منتصف المدينة إلى بلدة أشباح مهجورة. وقالت الشرطة إنه تم اعتقال 28 شخصا في وقت مبكر اليوم السبت، حيث نجح ما يقرب من ألفي متظاهر في التسلل إلى وسط المدينة وإيقاف خط الترام ومسارات الحافلات. لكنهم فشلوا في تحقيق هدفهم وهو منع مرور المركبات التي تقل قادة الناتو.
وعلى الجانب الألماني في مدينة كيهل، خرج نحو أربعة آلاف شخص في مظاهرة احتجاج ضد قمة لناتو. وذكرت المصادر أن نحو 1000 شرطي قاموا بتأمين المظاهرة التي خرجت تحت شعار "نعم للملايين من أجل السلام بدلا من المليارات من أجل الحرب". وأكدت الشرطة أن مسيرة الاحتجاج مرت بسلام من دون حوادث عنف كانت متوقعة.
(ع.ج.م/ د ب أ / أ ف ب / رويترز)
تحرير: عماد م. غانم