أسواق عيد الميلاد هدف سهل للإعتداءات الإرهابية
٢٠ ديسمبر ٢٠١٦بعد وقوع اعتداء على سوق عيد الميلاد في وسط العاصمة برلين، حيث جرى دهس زوار السوق بشاحنة ضخمة، فقُتل 12 شخصا وأصيب 48 آخرون بجروح، بينهم حالات خطيرة، قرر مؤتمر وزراء داخلية الولايات الألمانية الابقاء على تنظيم هذه الأسواق، التي لها تاريخها وشعبيتها في ألمانيا لإحياء عيد الميلاد المسيحي (الكريسماس).
كما تقرر تكليف المدعي العام في المحكمة الاتحادية ببدء إجراءات جنائية، وتولى مكتب مكافحة الجريمة الاتحادي التحقيق. وتجدر الإشارة إلى أن الادعاء العام الاتحادي هو المختص بالتحقيق في الجرائم الجنائية التي تمس أمن الدولة، خاصة الجرائم الإرهابية.
ورفضت متحدثة باسم الادعاء العام الاتحادي الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن الحادث والشخص الذي قبضت عليه الشرطة للاشتباه في تورطه في الحادث.
ونذكر أن رجلا قاد شاحنة نحو جمع من المواطنين خلال تواجدهم في سوق عيد الميلاد مساء أمس الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول). ويُعد هذا السوق، الذي يقام وسط برلين بالقرب من كنيسة الذكرى التي يعود تشييدها لزمن القيصر فيلهيلم أهم النقاط الجذابة التي يُتوقع أن تجلب مليون زائر هذا العام. ويُعتبر السوق أحد الرموز الكبيرة للاحتفال بعيد الميلاد، وهو يقع أيضا بالقرب من محطة قطار رئيسية، وكذلك المحلات التجارية الشهيرة KADEWE التي كانت في السابق تجسد معالم برلين الغربية. ويُقام هذا السوق للمرة الـ 33 هذا العام وهو واحد من بين أكثر من 50 سوقا لأعياد الميلاد في برلين.
رموز دينية
وبعد هذه الحادثة الدموية في برلين قررت شرطة هامبورغ تعزيز وجودها في أسواق عيد الميلاد حيث تجوب وسط المدينة منذ مساء الإثنين دوريات شرطة، وانتشرت سيارات إسعاف إضافية.
أسواق عيد الميلاد تُعد من بين "الأهداف السهلة" لعمليات إرهابية مثل تلك التي تم التخطيط للقيام بها في ديسمبر/ كانون الأول عام 2000، حين كان ينوي أربعة أشخاص من أصل جزائري تفجير عبوة ناسفة وسط سوق عيد الميلاد بمدينة ستراسبورغ. وكان ذلك الاعتداء يستهدف الرموز المسيحية وسوق عيد الميلاد، كما أقرت محكمة فرانكفورت التي أصدرت بعد ثلاث سنوات أحكام سجن ضد الجناة الأربعة. وتم إلقاء القبض على الجزائريين الأربعة بعد معلومات من جهاز استخبارات أجنبي على وجودهم في فرانكفورت، حيث تم تفتيش شقة سكنهم التي وُجدت بها كميات من مواد كيميائية تكفي لصنع ستة كيلوغرامات من المتفجرات.
ومنذ ذلك الحين باتت أسواق عيد الميلاد تُعتبر بخلفيتها الدينية والأعداد الكبيرة المحتملة للضحايا هدفا مفضلا لإرهابيين.
وفي ديسمبر 2014 دهس قائد شاحنة نقل جموعا من البشر بمدينة نانت غربي فرنسا وقتل شخصا وأصاب آخرين بجروح. ولم تكن الحادثة عملا إرهابيا، بل إن القائد كان في حالة سكر وكان يعاني من مشاكل نفسية. لكن منذ تلك الحادثة باتت سلطات الأمن تتوجس من هذه الأهداف. وقد قررت السلطات الفرنسية بعد حادث الدهس في برلين تعزيز وجود عناصر الشرطة في أسواق عيد الميلاد.
م.أ.م