Stuxnet Cyberwar
٢٦ يوليو ٢٠١١كشفت وزارة الدفاع الأميركية مؤخرا عن إستراتيجية جديدة لتعزيز شبكاتها المعلوماتية والتصدي بشكل أكبر للهجمات الإلكترونية. وتقضي هذه الإستراتيجية باعتماد سياسة يمكن أن تؤديَ إلى ابتكار فيروس بإمكانه تقويضُ الشبكات المعادية كما حصل مع فيروس ستاكسنت، الذي استهدف البرنامج النووي الإيراني. الصحافة وصفت هذا الفيروس بأنه صاروخ عابر للقارات، وجرى الحديث عن أول حرب إليكترونية فعلية، وخبراء المعلوماتية واثقون من أن العمل جار على قدم وساق لتطوير جيل جديد من فيروس ستاكسنيت.
رخيص وفعّال
هذا الفيروس والأمن الإليكتروني بشكل عام، كان موضوع مؤتمر دولي عقد في المسرح الإستوني الوطني عن حروب المستقبل. الخبير الألماني رالف لانغنر، الذي يعتبر واحدا من الخبراء الذين درسوا وحللوا فيروس ستاكسنيت، يعتقد أن فيروسا جديدا في طريقه إلى إيران لتخريب برنامجها النووي مرة ثانية.
ويقول لانغنر بأن هذا النوع من الفيروسات أرخص وأقل خطورة من إرسال طائرات مقاتلة لقصف تلك المفاعلات: "نظريتي هي: الولايات المتحدة طرف في الحرب الإليكترونية، لكنها في حالة هجوم. وأعتقد أن الأمريكيين بصدد تطوير سلاح إليكتروني جديد".
لقد أثبتت دودة ستاكسنيت أنها فعّالة جدا. ويعتقد لانغنر أنها تسببت في تخريب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني وإعادته إلى الوراء لمدة عامين. للتذكير فقط: في عام 2009 نجحت جهات غير معروفة حتى الآن بتطوير برنامج معقد يحمل اسم ستاكسنت وإيصاله إلى أنظمة التحكم في برنامج التخصيب النووي في مفاعل ناطانز الإيراني. ويعتقد أن إيصاله تم عن طريق فلاشه USB-Stick عليها هذا الفيروس. وفي مفاعل ناطانز توجد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. ستاكسنيت قام تلقائيا بالبحث عن أدوات تشغيل الأجهزة وجعلها غير قادرة على القيام بوظائفها. كل هذا تم بشكل سري، لكن الخبير الألماني يعتقد بأن الهجوم القادم لن يكون سريا: "إيران تعرف مسبقا أنها مستهدفة، لذا لا داعي الآن للقيام بهجوم سري. الآن يمكن مهاجمتها علنا وبعدوانية أشد، وإلحاقُ أكبر ضرر بها".
إغراء للإرهابيين
والآن وبعد انكشاف أمر فيروس ستاكسنيت وكيفية عمله وقدراته، يحذر الخبير الألماني لانغنر من إمكانية أن يستخدمه الآخرون لشن هجوم إليكتروني، كما يخشى من أن تقع هذه التكنولوجيا بأيدي الإرهابيين أو ما يسمى بالدول المارقة، وقال لدويتشه فيله، إن الراغبين في الحصول على هذه الفيروسات لاستخدامها كسلاح إليكتروني لا يحتاجون إلى تطويرها بأنفسهم، وكل ما يحتاجون إليه هو المال: "سيصبح هناك سوق لبيع هذه الفيروسات لمن يريد الشراء بأقل من مليون يورو. وعندها يمكن مثلا مهاجمة برنامج تشغيل مصفاة لتكرير النفط ، بحيث يؤدي الفيروس إلى انطلاق المواد السامة في الجو".
وسيلة للحروب غير المتكافئة
لقد احتوى فيروس ستاكسنيت على كمية هائلة من البرامج والمعلومات الخاصة وعلى معلومات دقيقة حصلت عليها أجهزة المخابرات عن عمل البرنامج النووي الإيراني وأجهزة الطرد المركزية، وهذه المعلومات وكيفية برمجة الفيروس باتت الآن معروفة. ويرى رالف لانغنر أن مجرمي الانترنت أو الإرهابيين قادرون على إلحاق أضرار جسيمة بأهداف كثيرة حتى ولو لم تتوفر لديهم معلومات استخباراتية، وحسب وجهة نظره فإن دودة الكمبيوتر هي سلاح مثالي لصراعات غير متكافئة: "إذا حللت دودة ستاكسنيت ولديك معرفة بأسس الأتمتة، فيمكنك بكل سهولة بناء سلاح إليكتروني وبرمجته ليصبح فعالا في الوقت الذي تختاره" ويضيف بأنه يمكن برمجة هذا الفيروس لينشط في أعياد الميلاد مثلا ويقوم بتعطيل الأجهزة الموبوءة، في هذه الحال، يقول لانغنر : "يمكن تحقيق تأثير كبير".
لهذا السبب يدعو خبير المعلوماتية الألماني إلى الحذر والاستثمار في محطات الكهرباء وتحلية المياه وتكرير النفط وغيرها من المنشآت التي تعمل بأنظمة الأتمتة، أي التي يمكن برمجتها مسبقا لتعمل بشكل آلي. وسوف يكون الفيروس القادم أشد قوة من فيروس ستاكسنيت، لأن الذين صمموه برمجوه بحيث يمحو نفسه بنفسه في الثاني عشر من حزيران يونيو عام 2012.
ماتياس فون هاين/ عبد الرحمن عثمان
مراجعة: طارق أنكاي