أبو ظبي تستضيف مقرّ الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة وبون الألمانية مكتب الابتكارات
٣٠ يونيو ٢٠٠٩بعد منافسة شديدة خلال مؤتمر عُقد اليوم (30 يونيو /حزيران) في شرم الشيخ المصرية بين مدينة بون الألمانية وعاصمة الإمارات أبوظبي وقع الاختيار على هذا الأخيرة لكي تكون مقرّا للوكالة الدولية للطّاقة المتجّددة (إيرينا). يأتي ذلك بعد أن صوّت نحو 130 دولة لصالح إمارة أبوظبي للفوز باستضافة مقرّ الوكالة الدولية للطاقة المُتجّددة (إيرينا).
السّخاء العربي يعود بالنفع على أبو ظبي
من جهته، رحّب وزير خارجية دول الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان باختيار عاصمة بلاده مقرّا لإيرينا، مشدّدا على أن "المنافسة كانت قويّة ولكنها اتّسمت بالنّزاهة والشّفافية". وأكّد الوزير التزام دولة الإمارات بتقديم 50 مليون دولار سنويا لمشاريع التنمية في دول العالم الثالث وبشكل أساسي في القارة الإفريقية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عنه قوله: "إنّنا في الإمارات نمدّ أيدينا لكل دول العالم". وأكّد دعم كُلّ ما له علاقة بتطبيقات الطّاقات المُتجدّدة ومساعدة الدّول على الاستفادة من التنمية الفعّالة ونقل وتبادل الخبرات والتكنولوجيا والمعرفة.
وفي الوقت الذي تحتفل فيه الإمارات بهذا الحدث، وجّه حزب الخضر انتقادات لاذعة للحكومة الألمانية بفشلها في كسب التأييد الدولي لجعل مدينة بون الألمانية مقرّا للوكالة الدولية للطاقات المُتجدّدة. ففي سياق متّصل قال هانز يوزيف فيل، المُتحدّث باسم الكتلة البرلمانية لحزب الخضر في شؤون الطّاقة: "أرادت الحكومة الألمانية أن تنفق جزءا ضئيلا من الأموال لدعم ايرينا مُقارنة بالمُخصّصات التي ترصدها للوكالة الدولية للطاقة الذرية". ورغم المساعي الكبيرة وحملة الترويج التي قادتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزير البيئة الألماني زيغمار غابريال، إلاّ أنّ كفّة إمارة أبو ظبي هي التي رجحت أمام كفة مدينة بون بوعودها السخية ودعمها الكبير للوكالة الجديدة.
بون الألمانية لم تخرج خالية اليدين
فقدعرض مندوب أبو ظبي في مؤتمر شرم الشيخ أن تدفع أبو ظبي تكاليف تشغيل الأمانة العامة للوكالة الدولية للطاقات المُتجدّدة "للأبد"، ممّا حال دون فوز ألمانيا، صاحبة مبادرة إنشاء الوكالة الدولية للطاقات المُتجدّدة. لكنّ بون الألمانية لم تخرج خالية اليدين، ذلك أنّه تقرّر أن يقام بها مركز تابع لايرينا للابتكارات والتقنية المُتعلّقة بالطّاقات المُتجّددة، خاصّة وأنّ ألمانيا تعتبر رائدة في مجال الطاقات المتجددة على مستوى العالم. كما تقرّر ضمن حلّ وسطي ثلاثي أن تستضيف فيينا، العاصمة النمساوية والمُرشّح الثالث لاستضافة مقرّ إيرنا، مكتب اتصالات تابع للأمم المتحدة خاصّ بالطاقة وغيرها من المؤسسات الدولية. في هذا الإطار رحّب وزير البيئة الألماني بهذا الحل واصفا إياه بأنّه "حلّ عادل وموضوعي". وأشار الوزير إلى أنّ ذلك قد "جنّب الدّول المرشحة لاستضافة الوكالة الدولية للطاقات المُتجدّدة الدخول في سباق على الأصوات، مشدّدا على مثل هذه السّباقات "من شأنها أن تولّد انطباعا بوجود انقسام مفتعل بين دول شمال العالم وجنوبه".
هذا، ومن المقرّر أن تنصب جهود الوكالة على توسيع الطّاقات المُتجدّدة الصّديقة للبيئة مثل طاقة الشمس والريّاح والمياه والطاقة الحرارية المختزنة داخل الأرض والنفايات الحيوية. كما من المنتظر أن تحظى الدول النّامية بشكل خاص بمساعدة الدول الغنية لتنمية قطاع الطاقات المتجددة.
(ش.ع / د.ب.أ)
تحرير: هيثم عبد العظيم