آلاف اليونانيين يتظاهرون ضد زيارة المستشارة الألمانية ميركل
٨ أكتوبر ٢٠١٢تظاهر آلاف اليونانيين اليوم الاثنين (8 أكتوبر 2012) في شوارع العاصمة اليونانية أثينا للتعبير عن غضبهم من زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وحمل بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها عبارات مهينة لميركل. وتعتزم الشرطة اليونانية الاستعانة بسبعة الآف رجل سيتم جمعهم ليس من منطقة اتيكا الرئيسية في أثينا فحسب، بل من مناطق أخرى أيضا. وذكرت وسائل إعلام يونانية أن قوات الأمن ستوفر حماية خاصة أيضا لمنشآت ألمانية في اليونان مثل السفارة الألمانية ومعهد غوته.
قناصة على أسطح البنايات بالإضافة إلى ضفادع بشرية و 7000 شرطي، وخراطيم مياه وشوارع وأحياء مغلقة، ربما تكون هذه هي صورة أثينا عندما تزورها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل غدا الثلاثاء (9 أكتوبر 2012). وتأمل أثينا في الحصول على موافقتين من ميركل، حسب قول موظف بوزارة المالية اليونانية اليوم. فاليونانيون يريدون من جهة تمديد الفترة المتاحة لهم لضبط ميزانيتهم ومن جهة أخرى يأملون في الحصول على شهادة بأنهم حققوا الكثير في إطار تطبيق حزمة الإجراءات التقشفية رغم العديد من مواطن القصور. كما تسعى أثينا بشكل حثيث للحصول الآن على دفعة المساعدات البالغة 31،5 مليار يورو.
واعتبر دبلوماسيون أنه من الضروري أن تتعامل ميركل مع الأزمة بحس سياسي دقيق، وأن أي كلمة تقولها ميركل يمكن أن يكون لها أصداء وردود فعل واسعة تؤثر على مستقبل اليونان، وينتظر هؤلاء أن تقدم ميركل أفضل ما عندها في فن السياسة وأن تتحول من رمز للتقشف، كما يعتبرها اليونانيون إلى رمز للأمل وتحقيق التطلعات.
أثينا تتأهب للاحتجاج أمام ميركل
وتحركت النقابات العمالية والمعارضة في اليونان كي يعبروا لميركل عن رأيهم في برنامج التقشف. وقال متحدث عن تحالف اليسار المعارض إن المعارضة ستحشد كل من تستطيع للخروج في احتجاجات في الشارع. وليس سرا أيضا أن أعضاء النقابات العمالية يعتزمون التعبير عن غضبهم تجاه التقشف المفروض عليهم. ويعتبر الكثير من اليونانيين تخييرهم بين برنامج التقشف الحاد وإفلاس بلدهم بمثابة مهزلة، لأن "الكثير من الناس يعيشون الإفلاس منذ عامين بالفعل،لا يمكن تروعينا بتهديدنا بأن بلدنا سيفلس"، حسبما قال ديميتريس تريميس رئيس اتحاد الصحفيين اليونانيين.
ويرى رئيس تحالف اليساريين اليونانيين، أليكسيس تسيبراس أن "السيدة ميركل لا تأتي لليونان من أجل اليونان، بل من أجل حماية حكومة ساماراس الآيلة للسقوط. ولإنقاذ نظامها الفاسد ذي السمعة السيئة الخاضع لمصالحها". وترى وسائل الإعلام الشعبية في اليونان زيارة ميركل كتحد. واعتبرت صحيفة "اتنوس" المظاهرات التي تنتظر المستشارة الألمانية بمثابة "تحذير لميركل" وقالت إن هذه المظاهرات يمكن أن تستغل من قبل المخربين لإسقاط العاصمة أثينا في فوضى. ونشرت صحيفة "تا نيا" رسما ساخرا من ميركل أمس الأول السبت تصور فيه المستشارة الألمانية على أنها تتسلح بخوذة وكمامة مضادة للغازات المسيلة للدموع خلال المظاهرات التي تنتظر ميركل.
هل عبارات التهدئة كافية؟
وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أمس الأحد إن زيارة ميركل تعبير عن "احترامها وشكرها" للشعب اليوناني، فيما رحب رئيس الوزراء اليوناني انتونيس سامراس بالزيارة معتبرا أنها "تطور ايجابي". لكن هل تكفي عبارات التهدئة هذه لتضميد جروح اليونانيين الخاضعين منذ ثلاث سنوات لإجراءات تقشف شديدة القسوة ووصاية دولية تشتد تدريجيا ويلومون المستشارة الصارمة الى حد كبير عليها. فرواتب اليونانيين تتضاءل بسبب الاقتطاعات التي طبقت على الرواتب وبرامج التقاعد وزيادة الضرائب، كما أنهم ُيتهمون بالكذب والكسل والسرقة في الصحف الشعبية الألمانية، فيما لا يلمسون أي نتيجة لهذه السياسة سوى تفاقم الانكماش المستمر منذ خمس سنوات.
وفي ألمانيا تعمل الصحف على التحريض على اليونان، وعلى رأسها صحيفة "بيلد" الأوسع انتشارا في البلاد التي أطلقت قبل عامين حملة فعلية حول "الإفلاس اليوناني" طالبت فيها بخروج أثينا من منطقة اليورو واتهمتها باستنفاد موارد ألمانيا.
م. أ. م./ ح.ز ( د ب أ، أ ف ب)